قرأت قبل أيام عن موضوع عنوانه: "البرمجة اللغوية العصبية"، وأخاله أن محتواه وتفاصيله ربما يهم كثيرين، وأحببت أن أنقل لكم خلاصة ما قرأت. في عالم البرمجة اللغوية العصبية، هناك قاعدة ذهبية اسمها: "من يضع الإطار يتحكم في النتيجة"، وهي ما تثبت خفايا علم نفس الرسائل! انتبه لكل سؤال يقال لك.. أو خبر.. أو معلومة تصلك، فإنه ربما يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك. فلنأخذ مثالا بسيطا: عندما تزور صديقا لك في بيته ويسألك: تشرب شاي أو قهوة ؟ فإنه لن يخطر ببالك أن تطلب عصيرا – مثلا- وهذا الوضع يسمى: "أسلوب تأطيري أو أسلوب الإطار"، فقد جعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك لا إراديا، ومنعت عقلك من البحث عن جميع الاختيارات المتاحة. بعضنا يمارس ذلك دون إدراك، وبعضنا بهندسة وذكاء. والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد، وعندما أجعلك تختار ما أريد أنا دون أن تشعر! وهذا هو نفس الأسلوب الذي يستخدم في السياسة والإعلام! ففي حرب العراق الأخيرة كانت المعركة الفاصلة معركة المطار، فقامت وسائل الإعلام بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي "معركة المطار"، فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة، وعندما سقط المطار شعر الجميع أن العراق كله سقط، وماتت الروح المعنوية! لذا، عليك أن تتعرف على الأطر التي تقودك في هذه الحياة، خلال ما تقوله لنفسك. فعندما تقول: أنا لا أستطيع، فإنك وضعت نفسك في إطار مغلق، وهذا الإطار لن تخرج منه وستسجن فيه، ولن ترى أي فرصة تجعلك تستطيع أبدا! فكل جملة تقولها تعمم كفكرة وتحذف عكسها تضعك في إطار يقيدك في عقلك. كثير من المذيعين يضع ضيفه في الزاوية والصف الذي يريده، فالاعتقادات أقوى ما يقيد الناس، وكل اعتقاد مسبق هو "قيد" وهذه الاعتقادات أصبحت عند بعض الناس من العادات مثل شرب القهوة والشاي، لا يستطيع صاحبها أن يتحرر من هذه القيود بسهولة، وكلما زاد وعي الإنسان ومعرفته، استطاع أن يخرج من هذه الأطر والقيود، وهذه الأطر والقيود هي لعبة الإعلاميين والساسة، كي يقودوك إلى ما يريدون هم، لا ما تريد أنت!