في عالم البرمجة اللغوية العصبية هناك قاعدة ذهبية اسمها : (من يضع الإطار يتحكم في النتيجة) وهي ماتثبت خفايا علم نفس الرسائل ! . انتبه لكل سؤال يقال لك .. أو خبر .. أو معلومة تصلك ، فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك . فلنأخذ مثال بسيط : عندما تزور صديقاً لك في بيته ويسألك : تشرب شاي أو قهوة ؟ فإنه لن يخطر ببالك أن تطلب عصيراً – مثلاً- وهذا الوضع يسمى : (أسلوب تأطيري أو أسلوب الإطار) . فلقد جعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك لا إرادياً ومنعت عقلك من البحث عن جميع الاختيارات المتاحة . بعضنا يمارس ذلك بدون إدراك ، وبعضهم بهندسة و ذكاء .. والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد وعندما أجعلك تختار ما أريد أنا بدون أن تشعر ! مثال آخر : تقول أم لطفلها : هل تذهب للنوم الساعة التاسعة أم الساعة العاشرة ؟ سوف يختار الطفل الساعة العاشرة بلا شك ، وهذا ماتريده الأم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل بل يشعر أنه قام بالاختيار ، رغم أن بإمكانه رفض الخيارين والمطالبة بأن يذهب للنوم الساعة الحادية عشر .. وهذا هو نفس الأسلوب الذي يستخدم في السياسة والإعلام ! . ففي حرب العراق الأخيرة كانت المعركة الفاصلة معركة المطار ، فقامت وسائل الإعلام بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي (معركة المطار) فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة ، وعندما سقط المطار شعر الجميع أن العراق كلها سقطت وماتت الروح المعنوية ! والآن تلعب وسائل الإعلام نفس اللعبة في مجتمعاتنا وأصبح هذا الأسلوب هو أحد الأساليب التي تجعلك لا ترى إلا (ما أريد أنا) . وهو أسلوب قوي في قيادة الآخرين والرأي العام من خلال وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف الآخر ، وهكذا هو الإعلام ! دائماً دائماً ما يضع الحدث في إطار يدعم به القضية التي يريدها . لذا عليك أن تتعرف على الأطر التي تقودك في هذه الحياة من خلال ما تقوله لنفسك . فعندما تقول : أنا لا أستطيع فإنك وضعت نفسك في إطار مغلق ، وهذا الإطار لن تخرج منه وستسجن فيه ولن ترى أي فرصة تجعلك تستطيع أبداً ! . فكل جملة تقولها تعمم كفكرة وتحذف عكسها تضعك في إطار يقيدك في عقلك . كثير من المذيعين يضع ضيفه في الزاوية والصف الذي يريده ، فالاعتقادات أقوى ما يقيد الناس وكل اعتقاد مسبق هو (قيد) وهذه الاعتقادات قد أصبحت عند البعض من العادات مثل شرب القهوة والشاي ، لا يستطيع صاحبها أن يتحرر من هذه القيود بسهولة ، وكلما زاد وعي الانسان ومعرفته ، استطاع أن يخرج من هذه الأطر والقيود ، وهذه الأطر والقيود هي لعبة الإعلاميين والساسة ، لكي يقودونك إلى ما يريدون هم لا ما تريد أنت ! . تأمل الآن واصنع الإطار المناسب لك لا القيد ، وتذكر : من يضع الإطار فإنه يتحكم في النتائج .