كشف مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد بن سعود الحليبي عن نتائج دراسة استطلاعية محلية على مجموعة من النساء المقبوض عليهن في جرائم عاطفية تراوحت أعمارهن بين 15 37 عاما، وتبين أن 34.5% منهن ذوات علاقات واسعة مع عدد من الشباب، أي أنهن احترفن الجريمة، بينما لم تتجاوز نسبة 15% منهن ممن وقعن في معاكسة هاتفية مع معاكس واحد. وبين أن مما يدلل على بواعث العبث الجنسي الذي يتساهل فيه كثير من الناس أن 29.3% منهن سبق لهن مشاهدة الأفلام الجنسية. و13.8% منهن كان المعاكس هو مصدر المادة. لافتا إلى أن هذه العلاقات التي نخشى أن تكون ظاهرة في مجتمعنا المحافظ تستدعي خطة أمنية متكاملة تنهض بها أجهزة متعددة، أمنية، شرعية، تربوية وأهلية. وأضاف خلال محاضرته "اضطرابات العلاقات الأسرية وأثرها في صحة أفرادها النفسية والبدنية"، صباح أمس في دورة الأحكام الفقهية في بعض القضايا الطبية المعاصرة، التي استضافتها الأحساء، أنه ظهر لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن هذه العلاقات غير الشرعية تبدأ بدوافع عبثية أو نتيجة فراغ عاطفي، أو لبث شكوى معاشة، ثم تتطور حتى تصل إلى الإجرام المغرق وربما احترافه، وبعد التيقظ لأي سبب يكون الخوف والهروب من الواقع بوسائل سيئة هي النوافذ التي يفتحها الشيطان أمام الفتاة. وأكد الحليبي على ضرورة اكتساب ما يطلق عليه "المناعة النفسية" التي تعطي الجسم القدرة على التصدي لمعظم الأمراض النفسية والعصبية، إذ كلما قويت المناعة النفسية للجسم قل حدوث الأمراض النفسية، وكلما قلت الأمراض النفسية قلت الأمراض العضوية، ومع كثرة أعباء الحياة وضغوطها ازدادت نسبة المصابين بالقلق حتى بات يهدد أكثر من نصف البشر. كما ازدادت نسبة الاكتئاب والفصام والرهاب والغيرة المرضية وغيرها. ومع ذلك فإن المجتمع حتى الآن يتجاهل أهمية وجود مشافٍ خاصة بالاضطرابات النفسية غير الحكومية والتي كانت تسمى إلى وقت قريب (مستشفى المجانين)؛ ولعل عزوف الشركات ورجال الأعمال عن إقامتها مبني على عدم توقع الجدوى الاقتصادية منها تبعا لعدم إقدام المصابين على التوجه للعلاج بها. وشدد الحليبي على ضرورة تغيير المصطلحات النابية التي يطلقها العامة على المصابين مثل "معتوه" و"خبل" و"مجنون"، وتسمية الاضطرابات بأسمائها العلمية، ودمج المصطلحات النفسية بالمصحات الطبية الأخرى لرفع الحرج عن مراجعيها، وخروج الأطباء النفسيين إلى مؤسسات المجتمع الخدمية ليقدموا خدماتهم الإنسانية من خلالها، وإشاعة ثقافة الاستشفاء النفسي. كما أشار إلى ضرورة أن يقوم الإعلام العربي بتحسين صورة الطبيب النفسي والاضطراب النفسي، وكشف الحقائق العلمية عن العقاقير النفسية، وأنها ليست مخدرات، ولا تؤدي إلى الإدمان، وأن الاستخدام السيىء لها أو عدم المداومة عليها حتى نهاية الجرعات هما من يتسبب في الانتكاسات. وذكر الدكتور الحليبي أن بحثا علميا في الولاياتالمتحدة كشف عن تأثير سماع وقراءة القرآن على تقوية جهاز المناعة، حيث أجرى أحد الباحثين مجموعة من الدراسات على أشخاص غير مسلمين ولا يعرفون العربية أصلا بالاتفاق مع المستشفيات وباتفاق مع المرضى أنفسهم، وأثبت عمليا أن سماع القرآن بغض النظر عن فهمه واستيعابه يؤدي إلى زيادة درجة المناعة عند الناس.