كشف عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى صدقة فاضل، في تصريح إلى "الوطن"، أن المفاوضات بين الجانبيين السعودي والروسي ربما تسفر عن حل وسط فيما يتعلق بالوضع في سورية. ورغم تأكيد فاضل تمسك السعودية وبقية دول العالم - عدا روسيا - برحيل الأسد، فإنه أشاد بالعلاقات بين الرياضوموسكو، وقال "العلاقات السعودية الروسية نشطة، وأخذت طابعا مميزا، وبدأت الاتصالات بين قادة الدولتين تتزايد لوجود قضايا ذات اهتمام مشترك كثيرة، وبالطبع التواصل بين حكومتي السعودية وروسيا يهدف إلى خدمة العلاقات الثنائية بين البلدين، ثم محاولة التفاهم بما يحقق مصلحة الطرفين، فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك". وعاد فاضل ليؤكد أن السعودية ترى أن نظام الأسد هو السبب الرئيس فيما تعانيه سورية، من قتل وتدمير على مدى أكثر من أربعة أعوام، لافتا إلى أن المملكة وبقية دول العالم ترى أن رحيل الأسد هو الأساس لحل الأزمة السورية، وهو عكس ما تراه روسيا، حسب قوله. موطئ قدم وعما وراء تحالف موسكو مع الأسد، قال فاضل "روسيا كانت تسعى منذ القدم إلى أن يكون لها موطئ قدم في المياه الدافئة القريبة منها، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، وفي شرق البحر الأبيض المتوسط تحديدا، ووجدت ضالتها في سورية، بتحالفها مع بشار، لتحقيق مصالحها". ومضى في تحليله قائلا "موسكو مهتمة بالوجود في المنطقة العربية، لأنها مهمة جدا، ولا يمكن لأي دولة أن يكون لها نفوذ عالمي ما لم يكن لها وجود في هذه المنطقة، ومن هنا تحرص على أن يكون لها موطئ قدم وقاعدة عسكرية في المنطقة، خصوصا في سورية، فتأييد روسيا للنظام الأسدي نابع من هذه الرغبة". هموم مشتركة وعن الهموم الدولية المشتركة، قال "المنطقة العربية تكثر فيها حاليا القضايا الساخنة، وهي منطقة تتميز بأنها من أكثر مناطق العالم اضطرابا وعدم استقرار، وهناك عدة قضايا وملفات مفتوحة وساخنة، من أهمها الوضع في سورية والعراق واليمن وليبيا، والملف النووي الإيراني، وظاهرة الإرهاب، لا سيما تنظيم "داعش"، وكل هذه القضايا تهم المملكة العربية السعودية، بحكم أنها دولة كبرى في المنطقة، كما تهم أيضا الاتحاد الروسي". ولفت فاضل إلى أن روسيا تمثل مشروع دولة عظمى تنافس الولاياتالمتحدة، وزاد "كثير من أساتذة العلاقات الدولية يرشحون روسياوالصين كي تكونا دولتين عظميين إلى جانب أميركا، ويتوقعون أن النظام العالمي سيتغير من نظام القطب الواحد إلى نظام الأقطاب المتعددة وهي: روسيا، الصين، أميركا، وأوروبا".