أجرى زعماء الكتل السياسية في العراق أمس مشاورات مكثفة في العواصم العربية للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، حيث توجه زعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم إلى دمشق، وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي إلى القاهرة، فيما استنجد زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي بقطر. وطالب قطر بحث المعترضين على ترشحه لمنصب رئيس الوزراء، على تجديد ولايته والمشاركة في الحكومة المقبلة. وأعرب عضو الائتلاف القيادي في حزب الدعوة الإسلامية عبدالحليم الزهيري عن اعتقاده باستجابة قطر لرسالة المالكي الخطية التي سلمها لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة. وتضمنت الرسالة "نرغب في أن يسهم أشقاؤنا القطريون في حث أطراف عراقية على المشاركة في العملية السياسية والحكومة المقبلة". وفي دمشق، بحث الرئيس السوري بشار الأسد أمس مع عمار الحكيم الأوضاع على الساحة العراقية والحوار الدائر بين الكتل البرلمانية لحل أزمة تشكيل الحكومة، حيث أكدا أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي. وقام الحكيم أمس بزيارة سريعة دامت عدة ساعات لدمشق التقى خلالها الأسد ومساعد نائب الرئيس اللواء محمد ناصيف، أحد أبرز القياديين السوريين المكلفين بالإشراف على الملفين الإيراني والعراقي. وكان الأسد بحث خلال زيارته طهران السبت الماضي مع القيادة الإيرانية الشأن العراقي، كما بحث الأربعاء الماضي مع علاوي آخر المستجدات على الساحة العراقية. وفي القاهرة، بحث علاوي خلال زيارته لمصر التي بدأت أول من أمس أزمة تشكيل الحكومة العراقية، وإيجاد حلول لها. والتقى علاوي أمس مسؤولين مصريين وفي مقدمتهم الرئيس حسني مبارك، كما التقى أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى للبحث في هذا الشأن. وتفاوتت ردود الفعل حول هذه الزيارات، حيث اتهم عضو العراقية فتاح الشيخ دولة القانون بالاستعانة بدول الجوار خصوصا إيران لتشكيل الحكومة. وقال "وجهت للقائمة العراقية وزعيمها علاوي اتهامات بأنه يسعى لتدويل القضية العراقية، واليوم نشهد تهافتا من قبل دولة القانون للتحرك على دول الجوار لدعم المالكي، وأسباب اندلاع الأزمة يعود لدور أحزاب متحالفة مع إيران تحرص على أن تكون طهران جزءا من اللعبة السياسية في العراق التي مازالت شائكة". لكن النائب عن دولة القانون كمال الساعدي نفى استعانة ائتلافه بالدور الإقليمي، رافضا البحث عن حلول لأزمة تشكيل الحكومة خارج الحدود. وقال "لم نبحث في العواصم العربية مسألة تشكيل الحكومة، ولا نثق بأي طرف يسعى للتوصل لحلول من خارج الحدود". في غضون ذلك، طالبت قائمة العراقية أمس ائتلاف دولة القانون بالتراجع عن ترشيح المالكي لولاية ثانية مقابل الخروج من الأزمة الحالية. وقال القيادي بالعراقية عدنان الدنبوس إن"المرحلة الحالية مرحلة أزمة والخروج منها يتم عبر تراجع دولة القانون عن مرشحها المالكي لمنصب رئاسة الوزراء واللجوء إلى تفاهمات مع باقي الكتل السياسية لتشكيل الحكومة". وأوضح أن"العراقية لن تحضر جلسات مجلس النواب التي قد تعقد. وأنها لن تعترف مطلقا بترشيح المالكي لمنصب رئاسة الوزراء". وكان التحالف الوطني سمى رسميا الجمعة الماضي المالكي مرشحا لرئاسة الوزراء بغياب المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة الإسلامي. وعلى الصعيد الأمني، قتل 4 أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون فيما تم العثور على جثة مجهولة الهوية أمس في سلسلة أعمال عنف شهدتها مناطق بمدينة الموصل (400 كلم شمال بغداد)، بينهم أستاذ بجامعة الموصل ومدير الأدلة الجنائية في قيادة شرطة الموصل العميد محمد عزيز.