أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ جراء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الروسية في حماة وحمص السوريتين، أول من أمس، وخلفت العديد من الضحايا الأبرياء، مطالبة بوقفها الفوري، في حين أكدت أن "محاولات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإذكاء النزعات الطائفية، مثل ما تفعله إيران في العديد من دول المنطقة، هي ممارسات أثبت التاريخ مأساويتها وأظهر الحاضر إخفاقها". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أول من أمس مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير عبدالله المعلمي أمام مجلس الأمن، حول البند المعنون "الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين: تسوية النزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكافحة خطر الإرهاب في المنطقة". وأبان المعلمي، أن من أهم عوامل انتشار الإرهاب والتطرف العنيف وتهديد الأمن والسلم الدوليين، هو ما تمارسه السلطات السورية من اضطهاد بحق الشعب الصامد، وارتكاب أبشع الجرائم ضده. وأفاد بأن تحقيق الأمن والسلم في سورية، يتطلب قيام تحالف عريض يتصدى لجذور المشكلة، المتمثلة في استمرار النظام السوري، وامتناعه عن الامتثال لبيان "جنيف1"، الذي نص على إنشاء حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية واسعة النطاق، مشيراً إلى أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفاً في أي حرب ضد الإرهاب، لأنه يمثل الإرهاب بعينه. وأوضح السفير المعلمي أن المملكة تصدت لخطر الإرهاب في كل مكان، وبادرت إلى المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأن الدول التي تدعي أنها قد جاءت أخيراً للمشاركة في محاربة إرهاب داعش، لا يمكن لها أن تفعل ذلك، في الوقت الذي تساند فيه إرهاب نظام الأسد وحلفائه من المقاتلين الأجانب مثل حزب الله، وفيلق القدس وغيرهما من التنظيمات الإرهابية الطائفية. الاستجابة لنداء الشرعية شددت المملكة على أن الخروج على الشرعية الدستورية الوطنية، والانصياع للتدخلات الإيرانية قد حدا بجماعة الحوثيين وحلفائهم إلى الانقلاب على السلطة، ونقض كل العهود التي توصل إليها اليمنيون، ما دفع المملكة وشقيقاتها من أعضاء التحالف العربي إلى الاستجابة لنداء الشعب اليمني، ممثلا في رئيسه الشرعي عبدربه منصور هادي. وقال المعلمي إن عقد هذه الجلسة المهمة حول الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وتسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومكافحة خطر الإرهاب في المنطقة، يأتي في وقت غاب فيه الأمن والسلم، وازدادت وتيرة التطرف العنيف، واشتد ساعد الإرهابيين في كثير من أنحاء العالم. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست بدعا دون غيرها من بقاع الأرض، بل هي من النسيج العالمي، فمتى ما تحققت العدالة، وانتفت محاولات الهيمنة، عبر استخدام القوة، والتزم الجميع بمبادئ حسن الجوار، فإن السلام يصبح هو النتيجة الطبيعية والمنطقية.
أكدت المملكة أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وعدوانه المتكرر على الحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى المبارك، والعنف الذي يمارسه الإرهابيون المستوطنون، من أسباب النزاعات المسلحة في المنطقة، وأن حالة الإحباط والحرمان التي يفرضها الاحتلال هي من أهم الدوافع التي يستند عليها الإرهاب في الترويج لرسالته، لذلك كان لزاماً على المجتمع الدولي أن يعمل دون كلل وبلا إبطاء، على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبقية الأراضي العربية، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة قبل أكثر من 13 عاما.