كشفت مجموعة من التصريحات المتتالية للاستخبارات الأميركية أن احتمالات تقسيم سورية والعراق مع تزايد الصراعات الطائفية والعرقية وتدفق أعداد كبيرة من لاجئي البلدين إلى أوروبا، باتت أمرا وشيكا. وقال مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية فنسنت ستيوارت أخيرا "نحن نقترب من وقت ستقسم فيه سورية إلى أجزاء صغيرة، وهذا ليس بالوضع المثالي، لأنه يجلب أمورا غير متوقعة، وسيكون من الصعب إعادة ترتيب الأوراق من جديد". وأضاف "سورية والعراق قد ينقسمان إلى عدة دول بسبب الحروب والطائفية". بدوره، عدّ القائد العسكري الأميركي الأعلى في العراق الجنرال ريموند أوديرنو أن "التقسيم ربما يكون الحل الوحيد لتسوية النزاع الطائفي المستعر في المنطقة". اللاجئون أو المهجرون هم ضحايا تجريب النظريات السياسية الغربية على الشرق الأوسط وتصدير الديموقراطية المحمولة على أسنة السلاح، وانتهاء بالمعاهدات الدولية التي قسمت المنطقة مثل "سايكس – بيكو" قبل مئة عام، وليس منذ عام 1948 أو 2003 أو حتى 2011. هم ليسوا فقط ضحايا الحروب الأهلية والأنظمة الاستبدادية القمعية، وإنما الفشل السياسي الغربي الذريع في العراق وسورية وليبيا وفلسطين أيضا. اللاجئون أو المهجرون هم عنوان هزيمة "العولمة" التي زعمت أن الاقتصاد الحر سوف ينتصر على الصراعات القومية والعرقية والدينية، فلم تنتصر العولمة الاقتصادية على تضاريس السياسة في الشرق الأوسط، وإنما أشعلت فتيل الفتن الطائفية والصراعات الإثنية والحروب الدموية. زيف الادعاء الأوروبي اللاجئون أو المهجرون كشفوا زيف الادعاء الأوروبي حول حقوق الإنسان، والمبادئ العالمية في الحرية والإخاء والمساواة، وأظهروا العنصرية لليمين الأوروبي والأميركي "حزب الشاي والمرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب" على حقيقتها، حيث تدعو إلى فرض سياسات مضادة للهجرة والتعايش مع الآخر والمختلف. اللاجئون أو المهجرون لم يبرهنوا فقط أن الشرق الأوسط من الناحية الجغرافية والسياسية على وشك الانهيار، وإنما أوروبا أيضا، لأن عدم الاكتراث لسنوات بألسنة اللهب المتصاعد عند الجيران لم يمنع وصول النيران إلى داخل أوروبا، وربما دول الغرب الأخرى، وإذا لم يتم تدارك المشكلة وتداعياتها بسرعة وحكمة فإن الدخان سيخنق الجميع. تقسيم سورية والعراق قبل أيام صدرت مجموعة من التصريحات المتتالية والمتضاربة عن الاستخبارات الدفاعية الأميركية، تؤكد على تزايد الصراعات الطائفية والعرقية في المنطقة، مع تزايد تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوروبا تمهيدا لتقسيم سورية والعراق. مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، فنسنت ستيوارت، قال أخيرا "نحن نقترب من وقت ستقسم فيه سورية إلى أجزاء صغيرة، وهذا ليس بالوضع المثالي، لأنه يجلب أمورا غير متوقعة، وسيكون من الصعب إعادة ترتيب الأوراق من جديد". وأضاف "سورية والعراق قد تنقسمان إلى عدة دول بسبب الحروب والطائفية، والمواطنون في البلدين يعرِّفون أنفسهم وفق انتمائهم الطائفي أو القبلي، كما يصعب تخيل خضوع الحكم الذاتي في كردستان لحكومة عراقية مركزية". تسوية النزاع الطائفي بدوره، عد القائد العسكري الأميركي الأعلى في العراق، الجنرال ريموند أوديرنو، أن "التقسيم ربما يكون الحل الوحيد لتسوية النزاع الطائفي"، ورغم وصف بغداد تصريحات أوديرنو بأنها "غير مسؤولة"، و"تنمّ عن جهل بالوضع في العراق، فقد أجمع المراقبون على أمرين: الأول هو أن إعادة الوحدة إلى سورية والعراق تتطلب القضاء على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش، قضاء مبرما قد يستمر لسنوات طويلة. والثاني هو أن أزمة لجوء أو تهجير السوريين والعراقيين إلى أوروبا أحدثت تغييرا ديموجرافيا يسهل أي مخطط لتقسيم المنطقة في وقت لاحق. وعلى الرغم من انقسام الأكراد حيال تقسيم "العراق وسورية" من أجل إقامة دولة كردستان الموحدة والمستقلة، فإن المسؤولين الأكراد في العراق يباركون عملية التقسيم باعتباره مدخلا للاستقرار على المستويين السياسي والأمني. على العكس تماما من الوضع في سورية حيث يسعى نظام بشار الأسد إلى تقسيم البلاد بالفعل، كي يحافظ على وجوده في السلطة ولو على جزء من سورية، وما زيادة حجم التواجد العسكري الروسي في سورية أخيرا إلا "مقدمة لتقسيم البلاد" بعد حلحلتها ديموجرافيا بالحروب الأهلية والتهجير القسري لمواطنيها إلى أوروبا.