قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو إنه قد تكون هناك حاجة لنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في شمال هذا البلد بحلول موعد انسحاب القوات الأميركية أواخر 2011 في حال استمرت الخلافات بين العرب والأكراد، بينما أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الأميركيين لا يتوقعون انتهاء المهمات القتالية لبلادهم في العراق الشهر المقبل. ففي مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الثلاثاء، قال أوديرنو إن مثل هذه القوات ربما توفر للقادة العراقيين وللرئيس الأميركي باراك أوباما بديلا مريحا لاستمرار الوجود الأميركي ولمنع التوترات العرقية من الانزلاق إلى حرب. وأضاف أوديرنو أنه لا يرى في الأفق حلا قريبا للنزاع طويل الأمد بين العرب والأكراد الذين أداروا لعبة سياسية معقدة بإشراف أميركي منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقال إن الوضع يستدعي حلا، وتحدث عن خيارات محتملة لإنهاء النزاعات بين العرب والأكراد في حال فشل ضم المقاتلين الأكراد (البشمركة) لصفوف الجيش العراقي. وأكد أنه في هذه الحالة يتعين التفكير بخيار آخر، وربما يكون نشر قوات أممية في العراق بمقتضى (الفصل السادس) من ميثاق الأممالمتحدة. ويطالب الأكراد بضم عدة مناطق متنازع عليها في محافظات نينوى وكركوك وديالى إلى إقليم كردستان العراق، كما يهدد النواب الأكراد بالامتناع عن تأييد أي ائتلاف حكومي ما لم يحصلوا على وعود بوضع بند إجراء استفتاء لتحديد مصير مدينة كركوك في صدارة جدول أعمال البرلمان العراقي الجديد، والموافقة على أمر كهذا هو انتحار بالنسبة للسياسيين العرب الطامحين لرئاسة الحكومة الجديدة. وقال أوديرنو إنه لا يستطيع التنبؤ بتوقيت بحث البرلمان العراقي لهذه المشكلة ولا إن كانت ستحل قبل انسحاب القوات الأميركية من العراق. وبعد المواجهات التي حدثت بين الأكراد والعرب في ديالى عام 2008 أوصى أوديرنو بإقامة نقاط تفتيش يشرف عليها البشمركة والجيش العراقي بهدف توحيدهم معا ضد عدو واحد هو القاعدة. بيد أن هذا لم يمنع المناوشات العربية الكردية، وآخرها الاشتباك الذي وقع في منطقة قره تبه (120 كلم شمال بغداد) الاثنين وأوقع جريحين من الجيش العراقي ومسؤولا كرديا ومدنيا.