كم يؤسفني عندما أرى الجوع، والألم في أعين الفقراء, عفواً..! يقال عنهم "متسولين", هذا ليس بجديد علينا أن نرى أماً ورضيعها بالقرب من مسجد، أو مركز تجاري، أو مطعم أو غيره, وأنا عندما رأيت اليوم هذا المشهد المتكرر أخذت أتساءل بداخلي, يا ترى لماذا هذه الأم هنا هي وطفلها منذ شروق الشمس، حتى مغيبها وليس باعتقادي حتى إن هذا مسكنها؟!!, أخذت أفكر مليا فلم أجد أن سبب وجودها هنا ينبع من فراغ, إنما حاجتها الماسة لإطعام هذا الطفل، ولو بشق تمرة هي من وضعها في مثل هذا الموقف المحزن, تفضلت وسألتها: سيدتي هل طلبتي العون من دار الخير؟ فقالت بحرقة وألم والحزن يخنق حنجرتها: نعم، ولكن العون بيد الله يا ولدي، أنا تعجبت من هذا الرد! فأخذت ساكتاً وأردد مليا، وتكراراً ما قالته، وأتذكر نبرة صوتها الحرقة, فاستنتجت أنه لو وجدت هذه الأم ما يسد حاجتها وحاجة أبنائها لما وجدتها هنا, كم هو قاسٍ هذا الموقف، وكم هو محزن ومؤلم, من منا يرضى بأن يكون في موقفها؟ من منا أخذ يتساءل يوماً لماذا هذه المتسولة هنا؟, وكم أكره كلمة "متسول" والحكم عليهم بالتسول قبل أن نمد يد العون لهم، وقبل أن نسأل ما هو سبب هذا الفعل؟ نحن لا نعلم..! ولكن أين من يعلم منا؟ .