كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن موافقة حكومته على الجلوس إلى مائدة التفاوض مع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لا تعني بأي حال من الأحوال تأجيل معركة استرداد صنعاء، مؤكدا أن الجهود السياسية ينبغي أن تسير جنبا إلى جنب مع الاستعدادات العسكرية. وأكد مصدر داخل الحكومة في تصريحات إلى "الوطن" أن هادي رفض تقديم أي تعهد للمبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بتأجيل الهجوم على صنعاء، وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن هادي اشترط أن يبدأ الحوثيون بتطبيق بنود القرار رقم 2216، وأن يسحبوا قواتهم من كافة المدن التي اجتاحوها، قبل أن يعلن تأجيل موعد الهجوم على العاصمة. وقالت مصادر مطلعة إن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض التعهد بتأجيل الهجوم على صنعاء، لدى لقائه أخيرا عددا من سفراء الدول الغربية في مقر إقامته بالرياض، إضافة إلى رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي. احترام الشرعية وعقب اللقاء، قال الرئيس اليمني في تصريحات صحفية إن الانسحاب من صنعاء وبقية المدن، والتنفيذ الحرفي لقرارات الشرعية الدولية، ستمثل المدخل الوحيد لوقف الاستعدادات الجارية لتحرير العاصمة، على أن تتم لاحقا مناقشة الحلول السياسية، مؤكدا أن "أي محاولة لتفسير القرار الأممي رقم 2216 على غير مقاصده أو التلاعب بجوهره لن تجدي نفعا". إلى ذلك، يواصل ولد الشيخ أحمد مشاوراته الرامية إلى تقريب وجهات النظر حول نقاط المبادرة السبع التي تمخضت عن لقاءات مسقط، التي يعتبرها مراقبون أنها تمثل آخر فرصة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، لا سيما في ظل الاستعدادات الكبرى التي تبذلها دول التحالف العربي، وحشد مئات الآليات العسكرية وآلاف الجنود لبدء عمليات تحرير مأرب والجوف وصنعاء، كمقدمة لاستعادة بقية المدن والمحافظات من أيدي التمرد الحوثي، حيث يؤكد مراقبون أن المتمردين لا قبل لهم بهذه الاستعدادات الكبيرة، لا سيما أن آلاف الجنود المدججين بأسلحة حديثة يقفون على أهبة الاستعداد لبدء عمليات التحرير. تساهل أممي وكان محللون سياسيون قد انتقدوا الآلية التي يتبعها مندوب المنظمة الدولية إلى اليمن، مشيرين إلى أنها السبب الرئيس في التعنت الذي يبديه الانقلابيون، وطالبوا بإظهار مزيد من الشدة في مواجهتهم، لا سيما أنهم الطرف المتسبب في استمرار الأزمة، بعد رفضهم التجاوب مع عدد من المبادرات السياسية التي هدفت لوضع حد للأزمة. كما أقدموا في مرات عدة على اختراق الهدنات الإنسانية التي أقرتها قيادة التحالف من جانب واحد والتزمت بها، لتسهيل مرور المساعدات إلى المدنيين، بينما استغلها المتمردون لتحريك قواتهم وإعادة نشرها في مناطق القتال. ودعا المحلل السياسي نجيب غلاب، الأممالمتحدة إلى ردع المتمردين الذين وصفهم بأنهم مجرد أداة وظيفية تستغلها إيران لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة. وأضاف في تصريحات صحفية أن طهران تسعى إلى اتخاذ اليمن منطقة لنفوذها، تستطيع من خلالها تهديد أمن الدول العربية عامة، ودول منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص. التساهل مع الانقلابيين "الطريقة التي تتبعها الأممالمتحدة مع الانقلابيين الحوثيين تمنحهم شرعية لا يملكونها، حينما تعاملهم على أنهم طرف والحكومة طرف آخر، وعليها أن تتعامل مع الانقلابيين بالطريقة التي يستحقونها، كطرف اعتدى على الشرعية، واستلب السلطة، واستباح أجهزة الدولة ومؤسساتها، واعتدى على المدنيين، ومارس بحقهم أبشع الاعتداءات من قتل وتعذيب". نجيب غلاب – رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات