بينما نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد العبدالله الصباح أول من أمس، أن كلا من السعودية والكويت ستتفاوضان مع إيران بشأن ترسيم الحدود المشتركة بين الدول الثلاث ستمثل إيران جهة والسعودية والكويت جهة أخرى، قال الباحث في الشأن الإيراني عايد الشمري ل"الوطن" إن إيران لديها أطماع ليست فقط في الحقول النفطية في الكويت ولكن في الأراضي الكويتية أيضا. الحدود مرسومة ويرى الكاتب والخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي في حديثهأن الحدود مرسومة ولكن الامتداد الإقليمي لحقل الدرة النفطي هو المشكلة وإيران تريد نسبة من الحقل متساوية مع السعودية والكويت في حين أن امتدادها لا يتعدى 5%من مخزون الحقل وترى حقها بحصة متساوية مع الدول الواقعة في هذا الامتداد، موضحا الفرق بين الامتداد الإقليمي السيادي والامتداد الإقليمي الاقتصادي، فالامتداد الإقليمي السيادي لا يتعدى 10 أميال بحرية والامتداد الإقليمي الاقتصادي يصل إلى 200 ميل بحري، مشيرا إلى أن الاجتماع سيكون حول الامتداد الإقليمي على الحقول التي من الممكن أن تستثمر في هذه المنطقة، والحدود محسومة ولكن الامتداد الإقليمي هو محور الخلاف بحكم ضيق المنطقة وتقاربها. وأكد التواتي أن إيران تحسب الامتداد الإقليمي من الجزر في وسط الخليج لمنازعة كل دول الخليج في امتداداتها الإقليمية، ودول الخليج المعنية تنظر للامتداد الإقليمي من الشاطئ الإيراني فقط. المنطقة المقسومة وأوضح التواتي أن هناك تطابقا في المواقف ووجهات النظر بين السعودية والكويت كحل لمشكلة المنطقة المحايدة وتسميتها المنطقة المقسومة والتي قسّمت سياديا ويشتركان في إنتاجها النفطي وفي امتدادها الإقليمي البحري، وإيران من جانب آخر ترى امتدادها البحري من الجزر وليس من الشاطئ وهو مدخلها لمنازعة دول مجلس التعاون في الحقول المغمورة ونزاعها مع كل دول المجلس في هذا الأمر. الموقف الكويتي صارم وفي السياق نفسه قال المحلل السياسي الكويتي الدكتور ظافر العجمي ل"الوطن" إن إيران استغلت وجود اختلاف وجهات نظر بين الكويت والسعودية في قضايا نفطية أخرى، فأرادت أن تدق إسفين في العلاقة بين الأشقاء في الكويتوالرياض، وأحيت موضوع حقل الدرة معتقدة أن اختلاف وجهات النظر بين الشقيقتين سيتأجج ويتحول لخلاف في حقل الدرة لكن الموقف الكويتي الصارم بهذا التصريح سيجعلها تعيد حساباتها. طهران تود كسب الوقت "إيران لن تكون جادة في مسألة التفاوض وسيستمر النزاع لفترات طويلة، نظرا لأطماعها التوسعية بالمنطقة، وتود كسب وقت لا أكثر وفي هذه المرحلة حتى وإن كان هناك تفاوض فإيران لن تكون جدية. وتحاول أن تجمل صورتها إلا أنها تفاوض من جهة وتتدخل من جهة أخرى، وتستغل الاتفاق النووي في التسويق لحقل الدرة النفطي وحقها فيه". عايد الشمري مشروع وحدوي خليجي "لا يغيظ إيران في مشروعها للهيمنة على الخليج إلا أن يكون هناك مشروع وحدوي خليجي سواء كان ثنائيا أو سداسيا في السياسة أوالنفط، إنه من المحتمل أن يتم النقاش حول الجرف القاري أيضا وهو من مفجرات النزاع الخليجي - الإيراني، فهي لا تعترف بالسعودية والكويت كجهة تفاوض واحدة رغم اتفاق الرياضوالكويت وحسمهما أمر الجرف القاري بينهما". ظافر العجمي التوجه للتحكيم الدولي "إيران لن تتنازل عن أي دعاوى وهي دولة مماطلة وحبالها طويلة في المشاورات ونتوقع أن يصل أمر الامتدادات الإقليمية تلك إلى المحكمة الدولية، وإيران لن تقبل أيضا التحكيم لأنها تتوقع دائما في قضاياها أن يتنازل الآخرون، وقال إن مناقشة هذا الملف لن يقود إلى نتيجة بسبب أن إيران ترى ضرورة التنازل والحل الأفضل هو التوجه للتحكيم الدولي". علي التواتي