كشف مصدر داخل تيار المستقبل أن قيادة التيار اتخذت قرارا داخليا بالانسحاب من جلسات الحوار التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وانطلقت أمس في مقر البرلمان، في حال أخفق المجتمعون في إيجاد حل لأزمة انتخاب رئيس الجمهورية. وقال المصدر -الذي رفض الكشف عن اسمه- في تصريحات إلى "الوطن"، إن رئيسي الوزراء السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة اتفقا على هذا الموقف، وإن التيار لن يشارك في مناقشة أي بنود أخرى، قبل الانتهاء من هذا الملف. وأشار المصدر إلى أن تيار المستقبل توصل إلى قناعة بأن حزب الله وتيار عون سوف يواصلان عرقلة تسوية الاستحقاق الرئاسي، تنفيذا لتوجيهات إيرانية تقضي بعدم إنجاز الملف، قبيل التطبيق الفعلي للاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية. وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة المهجرين أليس شبطيني على صعوبة أن تأتي طاولة الحوار بحل للملف الرئاسي، وقالت "إن وصول رئيس جديد إلى القصر الجمهوري مرتبط بنتائج المفاوضات الأميركية - الإيرانية،"، مشيرة إلى صعوبة انتخاب رئيس للجمهورية في ظل استمرار قتال حزب الله في سورية، وداعية إلى التوافق من أجل إنقاذ لبنان. وكانت الجلسة الأولى من جلسات الحوار الوطني التي دعا إليها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، رؤساء الكتل النيابية والقوى السياسية لبحث أزمة الفراغ الرئاسي وقانون انتخابات جديد، إضافة إلى باقي الأزمات التي تعانيها البلاد، وأبرزها تراكم النفايات، قد عقدت أمس واستمرت أكثر من ثلاث ساعات. وعقب انتهاء الجلسة أعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، في بيان مقتضب، أن المجتمعين "ركزوا نقاشهم على بند انتخاب رئيس للجمهورية والسبل المؤدية إلى ذلك". وقالت مصادر إنه سبق انعقاد الجلسة قيام القوى الأمنية اللبنانية بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مقر البرلمان في ساحة النجمة بوسط بيروت، حيث عقدت الجلسة وسط انتشار ناشطي مجموعات المجتمع المدني على مختلف المداخل، فيما رشق بعض المشاركين موكب رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل بالبيض عند وصولهما.