فيما وصف بأنه أكبر دليل على التسليم بقرب الهزيمة التامة في اليمن، أقدمت ميليشيات التمرد الحوثي على نقل عائلات قيادييها إلى لبنان. وقال شهود عيان إن سيارات خاصة عبرت الحدود خلال الأيام الماضية باتجاه سلطنة عمان، تحمل على متنها عائلات وأبناء قيادات حوثية رفيعة، تمهيدا لإرسالهم إلى لبنان. وأشارت مصادر قريبة من قيادة المقاومة الشعبية إلى أن السيارات التي نقلت عائلات القياديين في الجماعة المتمردة كانت محملة بحقائب ضخمة، وأموال طائلة، مما يرجح عدم عودتهم في المستقبل القريب. إقرار بالهزيمة التامة وقال المحلل السياسي محمد منصور في تصريحات إلى "الوطن"، إن هذه الخطوة تؤكد بجلاء حرص القيادات الحوثية على مصالحها الخاصة، وإصرارها في المقابل على تهديد حياة الآخرين. وأضاف "إذا كانوا خائفين من نتائج المعركة المرتقبة، ومتأكدين من هزيمتهم فيها، بدليل إخراجهم لعائلاتهم وأقاربهم من البلاد وإرسالهم إلى مناطق آمنة، فلماذا لا يعلنون استسلامهم ويجنبون المواطنين البسطاء شر تلك المواجهة؟ ولماذا يصرون على إحراق كل شيء، وتعريض حياة أفراد الشعب إلى الخطر، بينما أبناؤهم في مأمن خارج البلاد، وينعمون بالأموال التي سرقها آباؤهم من عرض الكادحين؟". زوال الكابوس ومضى منصور قائلا: "سواء بقوا أو رحلوا، فإن هناك نتيجة واضحة عليهم أن يدركوها بكل صراحة، هي أن أيام عدوانهم الظالم باتت إلى زوال، ولن يهدأ الشعب اليمني قبل أن يضع نقطة في آخر صفحة تلك الجماعة الإرهابية التي أذاقته الويل، وحرمته الأمان. وأستطيع التأكيد أنه بمجرد اندلاع المعركة الفاصلة داخل صنعاء، فإن غالبية سكان العاصمة سينتفضون في وجه الانقلابيين، وسيتولون بأنفسهم مهمة طرد تلك الطغمة التي عاثت فسادا غير مسبوق خلال الفترة الماضية، ولن يسمحوا لأي إرهابي بالبقاء في أرضهم". شعارات بلا محتوى إلى ذلك، أبدى عدد كبير من اليمنيين سخريتهم وتندرهم من الشعارات الفارغة التي يرفعها المتمردون الحوثيون، والتي تزعم التصميم على مواصلة الجهاد. وتابع منصور قائلا: "هذه الشعارات الفارغة من أي مضمون، والبعيدة كل البعد عن الواقع المعاش لم تعد تنطلي على أي من أفراد الشعب، خصوصا بعد الممارسات الفاسدة التي ارتكبوها طوال فترة احتلالهم العاصمة، فقد سرقوا عرق البسطاء، وأكلوا أموال المواطنين، واستأثروا بالمشتقات النفطية وحولوها للبيع في السوق السوداء، واستولوا على العائدات، كما نهبوا كل مؤسسات الدولة، ليأتوا بعد كل هذا الفساد ويرفعون شعارات براقة". واستطرد بالقول: "غالبية الذين كانوا مخدوعين في هذه الجماعة في السابق عادوا إلى رشدهم، بعد أن رأوا بأعينهم كيف باعوا الوطن إلى أجنبي محتل، وحاولوا انتزاعه من محيطه العربي وربطه بالمحور الإيراني، الذي لم تسلم أي من دوله من الضرر والأذى، لكن عمليات عاصفة الحزم المباركة التي شنتها دول التحالف العربي بقيادة المملكة استطاعت في اللحظة الأخيرة إنقاذ اليمن من براثن المجرمين، وإعادته إلى حضنه العربي الذي لا ينفصل عنه، وهو الموقف الذي لن ينساه اليمنيون ما عاشوا، وسيظلوا يدينون بالشكر لدول التحالف".