أكثر ما يلفت نظر الإدارة الأميركية في المملكة، هو الكفاءة العالية التي تتمتع بها أجهزتها الأمنية، لا سيما في مجال الاستخبارات ومحاربة الإرهاب. فالاستخبارات السعودية تثبت يوما بعد الآخر، أنها من أقوى أجهزة الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن التعاون الاستخباراتي العالمي أصبح ركيزة منظومة العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، والتي تقام على أساس المصالح المشتركة، سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو أمنية. اختراق أمني ولعل أحدث نجاح في هذا الجانب هو تمكن الأجهزة الأمنية السعودية أخيرا من اعتقال زعيم تنظيم "حزب الله الحجاز"، أحمد إبراهيم المغسل المتهم الرئيس في تفجير أبراج الخبر، التي كان يقطنها جنود مارينز أميركيون عام 1996، وهو التفجير الذي أدى إلى مقتل 19 منهم، وإصابة قرابة 500 آخرين، وهو ما يؤكده مراقبون أنه اختراق أمني كبير يحسب لصالح الاستخبارات السعودية في المنطقة، ويشير إلى نقلة نوعية كبيرة في أنشطة الأمن السعودي على الساحتين العربية والعالمية. الجديد الذي أضافته المملكة وتفردت به، هو الاعتماد على العنصر البشري المحترف، وليس على الأجهزة التكنولوجية أو الأقمار الصناعية فقط. مساعدات مقدرة وفي عام 2010 نجحت الاستخبارات السعودية مرة أخرى في الكشف عن طردين مشبوهين كانا في طريقهما من اليمن إلى الولاياتالمتحدة، حيث كانت وجهتهما النهائية مركز عبادة يهودي في مدينة شيكاغو، وأعلن مستشار البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب، وقتها جون برينان أن بلاده "ممتنة للمملكة ومساعدتها في توفير المعلومات التي مكنتنا من التعرف على التهديد القادم من اليمن". ونجاح المملكة وتفوقها علي الاستخبارات الإيرانية وحزب الله، فضلا عن قدراتها الاستخباراتية على اختراق أعتى التنظيمات الإرهابية في العالم، بسبب معرفتها وخبرتها بطبيعة الأرض الجغرافية والاجتماعية والسياسية شديدة التعقيد في المنطقة، يجعل منها الدولة الأجدر بالتعاون في المستقبل مع أميركا، خاصة أن العالم يقف علي أهبة الاستعداد لمواجهة طويلة وممتدة وعابرة للحدود مع تنظيمي داعش والقاعدة، والجماعات الإرهابية الأخرى.