اعتبر خبيرٌ سعودي، استباق جهاز الأمن السعودي لتنفيذ عملية استهدفت طائرةً أمريكية، أمراً منع حدوث كارثة بشرية بالمقام الأول، وأخرى تستهدف قطاع النقل الجوي في العالم، بعد إشارات أكدت تمرير معلوماتٍ أمنيةٍ مؤكدة من قبل المملكة، تفيد بالتخطيط ومحاولة تنظيم القاعدة تفجير طائرة أمريكية في اليمن، كانت في اتجاهها إلى الولاياتالمتحدة. وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية اللواء الدكتور أنور عشقي ل «الشرق»: إن كشف المملكة لهذه المعلومات التي منعت حدوث كارثة إنسانية، تنفي وبقوة، تهم الإرهاب التي حاول من وصفهم ب «الأعداء» إلصاقها بالمملكة، لكن لن يتمكنوا من ذلك. وأكد أن الأمن السعودي أثبت قدرته على قطع الطريق أمام الإرهاب والتخريب في شتى بقاع العالم، بشكلٍ يؤكد إنسانية المملكة وحرصها على عدم تنامي هذه الظاهرة التي تهدد الأمن البشري بالعموم. وعدّ عشقي في حديثه على خلفية كشف وكالة الاستخبارات الأمريكية إحباط تفجير طائرة أمريكية من قبل تنظيم القاعدة، كانت ستنطلق من الأراضي اليمنية، عبر قنبلةٍ بلاستيكية مصنوعة من قبل التنظيم، لعدم كشفها من قبل سلطات المطارات الدولية كما هو معمول به عالمياً في أنظمة الطيران العالمية. وحذّر عشقي من تنامي نشاط تنظيم القاعدة في اليمن، الذي بدأ يستعيد قواه بشكلٍ واضح، وأشار في ذات الوقت إلى استهداف الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعمالٍ تخريبية إرهابية كشفت عنها مستندات ومذكرات في مذكرات زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وقال عشقي «الوثائق التي تم العثور عليها بعد مقتل بن لادن زعيم التنظيم، تعطي إشارات واضحة على رغبة التنظيم وعزمه على استهداف أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن هنا كانت أمريكا حذرةً في التعامل وفي الاحتراز، وهذا أمر بديهي، لكن بالرغم من ذلك هذا لا يُلغي الفضل بعد الله لكون أمن المملكة كان سباقاً في كشف المعلومات، عبر اختراقٍ مُعيّن للتنظيم، بطرقٍ أمنية واستخباراتية تقف حائلاً بحول الله عن حدوث أي عملية تخريب أو إرهاب تستهدف أي جزءٍ من العالم». وأضاف «اختراق تنظيم القاعدة في كل مرّة يُثبت جدواه وفوائده من حيث عمليات الإحباط الشهيرة، كهذه العملية، والأخرى في عام 2009، ومن هذا المنطلق، نجد الحق للمملكة التي يُجيّر لها الفضل في ذلك، على رغم من أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تُشِر بوضوح للموقف السعودي، لكنها أشارت له على استحياءٍ نوعاً ما».ويجد أن المخابرات الأمريكية اعتمدت بشكل كبير على استراتيجية قاضية ب «تضخيم ما تحققه من انتصار أو إنجاز في مواجهة أي تنظيم خارج عن القانون، والتقليل من أي إنجازات أو عمليات قد يحققها التنظيم، وبالرغم من ذلك، موقف المملكة العربية السعودية المتمثل في كشف مثل هذه المعلومات الخطرة للمرة الثانية على التوالي يُعطي الحق للرياض أن تكون مرجعاً أمنياً للولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا والعالم أجمع». وقال عشقي إن ذلك يُثبت وبقوة التعاون الأمني الكبير بين جهاز المباحث السعودي، ووكالة الاستخبارات الأمريكية، بدليل إحباط عمليتين بذات التصور، في وقتٍ مُتلاحق، وهو ما يُجيّر في نهاية المطاف إنجازاً سعودياً خالصاً في سلسلة الإنجازات الأمنية السعودية.