قال المحلل السياسي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد بولوك إن الجانب الأميركي لم يلتزم في السابق بكثير من تعهداته، رغم تكرارها كثيراً في السابق، دون التزام حقيقي، ولكن لا يبدو أن العاهل السعودي سوف لن يلتفت إلى التساهل الأميركي هذه المرة، وستحمل زيارته عددا من الملفات لشؤون المنطقة العربية، وسيكون ملف الاتفاق النووي الإيراني أحد أبرز ملفات الزيارة، حيث يشكل أهمية كبيرة للمملكة. كما تبرز ملفات اليمن وسورية والعراق وغيرها. وأشار إلى أن المملكة توقن أن الرغبة الإيرانية كبيرة لإحداث شغب، وتواصل تدخلها في شؤون دول المنطقة، وتعتبر السعودية أن هذا الاتفاق قد يتبعه رفع للعقوبات الاقتصادية ضد إيران، ما يحقق عددا من المكاسب للجانب الإيراني، الذي حتما سوف يسخرها بشكل سلبي في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف "مما لا شك فيه أن هناك خلافات لا تزال قائمة في وجهات النظر بين البلدين، فالولاياتالمتحدة ترى أن الاتفاق النووي فتح عددا من ملفات التفاهم بين إيران ودول المنطقة، بينما ترى الحكومات العربية وكثير من السياسيين وكتاب الرأي في الولاياتالمتحدة أن الاتفاق قد يضعف الموقف الغربي في المنطقة بشكل تصعب معه السيطرة على التمدد الإيراني. لكن على مستوى العلاقات العسكرية والاستخبارية بين أميركا ودول الخليج فهي في حال جيدة، خصوصا في ما يتعلق باليمن، لا سيما بعد النجاح الذي حققته عمليات عاصفة الحزم ضد الحوثيين سياسيا وعسكريا، ما دفع الإدارة الأميركية إلى تغيير موقفها، وكذلك هناك تعاون عسكري في الحرب ضد الإرهاب، كما أن العلاقات الاقتصادية كبيرة ومتبادلة بين الطرفين بشأن البترول والغاز الطبيعي". وتابع "عودة إلى أوجه الخلاف فإن هناك حالة من عدم الرضا من السياسة الأميركية التي باتت تعتمد على التصريحات دون عمل حقيقي، بشكل يمكن معه القول إن السياسة الأميركية بخصوص الخليج في عهد أوباما أصبحت "شفهية أكثر منها عملية"، كما هو حادث في الملف السوري ومواجهة داعش وغيرها، فنحن نرى سياسة مترددة في جانب الميدان على الرغم من التصريحات، وللأسف الشديد فإن الثقة التي كانت متبادلة بين دول الخليج والولاياتالمتحدة تمر بمرحلة تشكك لا تعرف نتائجها". أما فيما يتعلق بموضوع داعش فإن بولوك يرى أن هناك اتفاقا بين الجانبين على الأخطار التي ستقع حال السماح بتمدد داعش في المنطقة، وهو اتفاق يشمل كثيرا من الدول، إلا أنه لا يزال اتفاقا نظريا، لوجود خلافات مؤثرة حول العمل العسكري البري. وتتردد تساؤلات على ألسنة العرب في أميركا حول السبب الذي يمنع الولاياتالمتحدة من القيام بعمل حاسم ضد داعش، وتكمن الإجابة في أن واشنطن، بعد حرب أفغانستان والعراق، لم تعد تتشجع كثيرا للعمل العسكري بسبب الخسائر التي تلقتها في الأموال والجنود، وهذا لا يعني تسامحا أميركيا مع هذا التنظيم، بقدر ما هو رغبة في تكليف حلفائها العرب والأتراك بمواجهة التشدد بمساعدة أميركية، بدلا من التدخل العسكري البري. واختتم بالقول "مع أن البعض يرى أن التحرك الروسي في الخليج ومصر والعراق أصبح بشكل أكبر من الماضي، إلا أن الولاياتالمتحدة ترى أنه تنافس لا يصل إلى مرحلة الحرب الباردة، لأن روسيا ليست على مستوى عال من التحرك، ونشاطها في المنطقة من خلال التسليح العسكري لدول المنطقة لا يزال في المستوى المقبول.