رغم اختلاف الجغرافيا واللغة فالشعراء في كل مكان وزمان يتغنون بالحب والحرية والسعادة والثورة. في كتاب "الشعر الفرنسي أنماطه وأشكاله" الذي أعدت قراءته الوصفية "عديلة زيّان بوتبينة"، وفرت المترجمة مهدية رابح دحماني للقارئ فرصة الإبحار في الأدب الفرنسي عبر كتاب يقع في 112 صفحة من القطع المتوسط، ويتناول الكتاب في بدايته قصائد تعود للقرن ال16، أي بعد القرون الوسطى مباشرة، في عصر النهضة. وقسم الكتاب إلى بابين تضمن الأول منه "القرون الوسطى وركود الأدب في فرنسا، والثاني "عصر النهضة وشعراء الكوكبة"، القرن ال16، الكوكبة أو شعراء التقليد، الأنماط والأشكال الشعرية في عصر النهضة، الرؤية الأفلاطونية عند شعراء عصر النهضة، ومقطوعات لشعراء الكوكبة. وتطرق الباب الثالث لشعراء المدرسة الرومانسية في القرن ال19، الوضعين الاجتماعي والسياسي، والفكر والأدب، ومقطوعات لشعراء الرومانسية للنصف الأول من القرن ال19، منها خاطرة الأموات للشاعر ألفونس دو لامارتين، ومن ديوان تأملات لفيكتور هيجو. ورصد الباب الرابع شعراء النصف الثاني من القرن ال19 "الشعر الحر"، والمدرسة الثانية للرومانسية "القصيدة النثرية والمدرسة السريالية" ومقطوعات شعرية لشارل بودليلر، وجيو أبو لينير، وبول إيلوار، آرتور رامبو. والباب الأخير تناول الشعر في الأغنية الفرنسية، ومنها أغنية "لا تفارقيني" شعر وغناء "جاك بريل". وجاء في الغلاف الأخير "هذا الكتاب جمع بين فنّي الترجمة والتنظير النوعي للشعر الفرنسي حسب تطوره الذي جعله قيما متميزا عبر المحافل الأدبية العالمية من خلال معرفتنا وحبنا للغة الفرنسية وشغفنا بالشعر.. محاولة -في نظرة عامة- شمول الشعر الفرنسي منذ القرون الوسطى حتى عهدنا هذا وأن يكون في متناول شريحة كبيرة من القراء الشغوفين بالشعر أو من المتخصصين على حد سواء، إذ يلمس القارئ هنا تسلسلا زمنيا للشعر الفرنسي انطلاقا من القرون الوسطى إلى يومنا هذا من عهد شعراء (التروبادور) إلى شعراء القصيدة المغناة في عصرنا".