تحول مسجد في حي البصرة على طريق الحزام الدائري أمام سوق "أبها مول" التجاري، إلى مأوى لعدد من المرضى النفسيين الذين يترددون عليه منذ فترة وينامون به مشكلين خطرا على المصلين الذين تأذوا جراء تواجد هؤلاء المرضى باستمرار في المسجد، وحطموا "الميكروفون" والنوافذ وباب المسجد، كما تعرض الإمام للضرب من أحد المرضى، إضافة لتبولهم على فراش المسجد ونومهم به وامتلاء المسجد برائحة التدخين التي اشتكى عدد من المصلين منها، فيما اعتذر الإمام عن إكمال التزامه بتأدية الصلوات في المسجد خوفا من هؤلاء المرضى الذين بلغ عددهم أربعة. وقال مدير عام الأوقاف بعسير الدكتور عبدالله الحميد، في تصريح صحفي إن إدارته معنية بالإشراف المباشر والعام على المساجد الخيرية في المنطقة وذلك بما يتعلق بالأمور الرسمية من تعيين الإمام والمؤذن أما ما يتعلق بشكاوى معينة متعلقة بهذه المساجد فإن على المشتكي التوجه بها إلى فاعل الخير أو صاحب المسجد نفسه للنظر فيها ما لم يسلم المسجد لإدارة الأوقاف. من جانبه أكد المشرف العام على مستشفى الصحة النفسية بأبها منصور آل مزهر ل"الوطن" أن المستشفى غير مختص بجلب المرضى النفسيين إليه، وإنما دور المستشفى يبدأ منذ دخول المريض من خلال الطوارئ والعيادات الخارجية، ومهمة جلب المريض النفسي للمستشفى تقع على عاتق أهله، ملفتا إلى أن اجتماعا تم قبل فترة بين المستشفى وإمارة المنطقة وعدد من الجهات المعنية حول هذا الموضوع وتوصل إلى أن هناك جهات أخرى مسؤولة عن جلب المريض كدوريات الأمن أو الهلال الأحمر إن تعذر إحضاره من قبل الأهل. من جهته بين الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير بالنيابة المقدم عبدالله بن ظفران، في تصريح صحفي أمس، أن من أولى واجبات رجال الدوريات الأمنية هو نقل المرضى للمستشفيات سواء المرضى النفسيون أو غيرهم فهو واجب ملقى على عاتق رجال الدوريات، لاسيما في حال ورود شكوى معينة من تضرر مواطنين من مريض نفسيا لارتكابه ما يؤذي المواطنين أو ما يضر نفسه أو تشكيله خطرا على الآخرين، وفي حال إبلاغ الدوريات تبادر غرفة العمليات فورا بتعميد الدورية وعمل اللازم والتأكد من وضعية المصاب ومن ثم إحالته إلى الجهة المعنية برعايته كالصحة النفسية مثلا. إلى ذلك قال إمام المسجد الشيخ وليد الريمي، إن هؤلاء المرضى يترددون منذ فترة طويلة على المسجد ويشكلون خطرا ومصدر إيذاء للمصلين. وعن الأذى الذي لحق بالمسجد منهم بين الريمي أنهم حطموا النوافذ وميكروفون المسجد وبابه وينامون متخذين فراش المسجد غطاء لهم، فيما يدخن بعضهم ويملأ المسجد برائحة الدخان التي تضايق المصلين، لافتا إلى أن هناك مريضا واحدا مقيما بصورة دائمة في المسجد فيما يتردد عليه 3 آخرون بالذهاب والعودة في أوقات متفاوتة. وأوضح الريمي أنه أبلغ الشرطة حين تعرض للضرب وحين حضرت الموقع بينوا أن ذلك ليس من اختصاصهم، فيما يقوم عدد من المواطنين بتبليغ الدوريات عنهم دوما وقد تحضر وتأخذ المريض المقيم بشكل دائم ويجلس فترة ثم يعود.