كشف مصدر قريب من مفاوضات مسقط بين المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقطبي التمرد، جماعة الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عن وجود خلافات عميقة بين الجانبين، حول الموقف من المبادرة التي تقدمت بها الحكومة الشرعية في اليمن لإيجاد حل للأزمة. ففيما يرى أعضاء بارزون في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس المخلوع أهمية التعاطي الإيجابي، على أساس البحث عن مخرج من الأزمة التي وضع الانقلابيون أنفسهم فيها، باجتياحهم العاصمة صنعاء ومعظم محافظات البلاد، والإفلات من شبح الهزيمة الكاملة الذي بات يطبق عليهم من كل الجهات، ما زالت شخصيات بارزة في جماعة الحوثي المتمردة ترفض التجاوب مع المبادرة، وتتمسك باستمرار عدوانها. بحث عن طوق النجاة وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات إلى "الوطن" أن شخصيات قيادية داخل حزب المخلوع بات تتحدث جهرا عن التجاوب الإيجابي مع المبادرة، بل ومع كل المبادرات السابقة، مؤكدة عدم قدرة طرفي التمرد على مواجهة الآلة العسكرية الضخمة التي يملكها التحالف العربي. وأضاف المصدر أن جماعة الحوثي ما زالت تتمسك بعنادها وتعنتها، موضحا أن ذلك يعود لعدم امتلاكها أي رؤية سياسية، من واقع ضعف خبرتها، ولامبالاتها بالوضع المتردي الذي وصلت إليه الأوضاع في اليمن. وكان وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، محمد العامري، أكد ل"الوطن" وجود خلافات حادة بين الحوثيين وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، مشيرا إلى أن هذه الخلافات ظهرت في شكل علني خلال اليومين الماضيين في العاصمة العمانية مسقط، وقال "جماعة صالح تبحث عن أي حل أو مخرج من هذه الحرب، فيما لا زالت جماعة الحوثي مترددة". إنقاذ الحزب ومضى بالقول "حزب المؤتمر الشعبي العام يشهد انشقاقات كبيرة، وكثير من قياداته التاريخية البارزة استقلت مركب الشرعية ووقفت إلى جانب وطنها، وهناك تغييرات واسعة كان من المفترض أن تعلن خلال الفترة السابقة، لكن المشكلة تكمن في الشق القانوني، لاستحالة عقد اجتماع للجنة الحزب الدائمة، التي يتم من خلالها تغيير القيادات، وهناك ترتيبات تحاول القيادة الجديدة بقيادة أحمد بن دغر اتخاذها، على أساس أن التيار الذي يقوده يضم غالبية كوادر الحزب وكفاءاته. كما أن هناك صعوبات عملية في التواصل مع الكوادر الشابة في الداخل اليمني، بسبب ظروف الحرب، ووضع المتمردين الحوثيين لهواتف هؤلاء تحت الرقابة".