اتهم المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي ،جماعة الحوثي بالتلكؤ وعدم الجدية للمشاركة في مؤتمر جنيف، ودلل على ذلك بأن الانقلابيين لم يعلنوا حتى الآن عن أسماء أعضاء الوفد الذي كان من المفترض أن يغادر أمس للمشاركة في الحوار. واعتبر أن المؤشرات حتى الآن ترجح تأجيل أو عدم انعقاد المؤتمر محملا التمرد الحوثي المسؤولية الكاملة عن فشل حوار جنيف. وكشفت مصادر مطلعة عن عدم وصول وفد الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح إلى جنيف حتى كتابة هذه السطور، نتيجة وجود خلافات حول أجندة الحوار المرتقب انطلاقه غدا الاثنين، وأفادت المصادر ذاتها أن طائرة الأممالمتحدة غادرت العاصمة صنعاء أمس من دون وفد الحوثي وصالح. فيما أكدت وصول وفد السلطة اليمنية والمكونات السياسية إلى جنيف، فضلا عن سفراء 16 دولة للمشاركة في حوار اليمن. وكانت طائرة قادمة من جيبوتي وصلت صنعاء أمس لنقل وفد الحوثي إلى مؤتمر جنيف، لكنها غادرت من دونهم. وأعلنت الأممالمتحدة أمس الأول تأجيل مؤتمر جنيف الخاص باليمن ليعقد غدا الاثنين بدلا من اليوم الأحد لتأخر وصول أحد الوفود، طبقا لبيان الأممالمتحدة. ومن المتوقع أن تستمر المحادثات ثلاثة أيام، بهدف جمع الأطراف اليمنية في المشاورات لإنهاء النزاع في اليمن، بمشاركة ممثلين عن الرئيس عبد ربه منصور هادي إضافة إلى مندوبين من طرفي النزاع. من جهته، أكد عضو الوفد الحكومي فهد سليم كيفاني: أن المفاوضات ستتركز على التشاور مع الحوثيين في كيفية تطبيقهم لقرار 2216 الصادر من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، مشيرا إلى أن مفاوضات جنيف التي ترعاها الأممالمتحدة ستتمحور حول كيفية تنفيد هذا القرار والذي يستند إلى مرجيعة المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار اليمنية وميثاق إعلان الرياض. واستطرد كيفاني: اعلان الحوثيين المشاركة في المفاوضات اقرار ضمني بقرار مجلس الامن، اما من جهة الحكومة اليمنية فقد أكد رئيسها أن التفاوض في جنيف لن يخرج عن إطار التشاور في كيفية تنفيد القرار الدولي وليست هناك أي مساحة للتحاور مجددا، ولذا فإن مسألة نجاح المفاوضات مرهونة بقرار جماعة الحوثي. بدوره، علق مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث اليمنية عبدالسلام محمد، أن عدم إعلان جماعة الحوثي عن قائمة تمثيلهم في المؤتمر يعكس مدى الاختلاف الدائر بين قيادات الجماعة من جهة وبين انصارهم من جهة أخرى. وقال: الرئيس المخلوع علي صالح والذي يرأس حتى الآن المؤتمر الشعبي العام أعلن عدم موافقته المشاركة في المؤتمر لكن تسريبات إعلامية أشارت إلى أن المشاورات في هذا الصدد لا زالت قائمة بين المخلوع والحوثيين برغم حالة الجفاء بين الجانبين بسبب عدم إشراك الحوثيين للمخلوع في مفاوضاتهم في عمان مع الأمريكيين بشأن الأزمة اليمنية. وأضاف عبدالسلام أن الحوثي لم يعلن عن الشخصيات المشاركة في مشاورات جنيف، باستثناء الحزب الاشتراكي وحزب العدالة والتنمية وهما من الأحزاب الكرتونية التي لم يعد لها رصيد في الشارع اليمني، علما أنهما من الداعمين للانقلاب على الشرعية الوطنية ومع ذلك لم يندرج إعلانهما عبر قائمة الحوثيين التفاوضية الأمر الذي يثير التساؤل عن حجم الخلافات بين جماعة الحوثي وأنصارها.