اضطرت جماعة التمرد الحوثي، تحت ضغط الخسائر المتلاحقة التي تتكبدها بسبب الضربات الجوية الموجعة التي تتلقاها من طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، إلى الاستنجاد بالأممالمتحدة، ومناشدتها التدخل لوقف تلك الغارات، وطالبت الجماعة المجتمع الدولي بالعمل على ما أسمته "وقف معاناة الشعب اليمني"، مدعية أن الغارات الجوية تعوق مواصلة العمل الإنساني وتقديم المساعدات للمدنيين. وزعمت الجماعة في رسالة وقعها رئيس ما يسمى ب "اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، استعدادها لمساعدة فرق الأممالمتحدة عند الاحتياج وبذل أكبر جهد لإيصال المساعدات إلى المحتاجين. وأشار مراقبون إلى أن التمرد يحاول تجاهل حقيقة واضحة مفادها أنهم السبب الرئيس في الأزمة التي تعصف بالشعب اليمني، بسبب تعنتهم، وإصرارهم على مواصلة القتال، ورفض كافة الدعوات التي تقدمت بها الهيئات الدولية، والدول العالمية، وعدم التجاوب الإيجابي مع الهدنات الإنسانية المتكررة التي أقرتها دول التحالف، من طرف واحد، والتزمت بها، بينما استغلها المتمردون لتحقيق تقدم على الأرض، وإعادة نشر قواتهم. وقال المحلل السياسي ناجي السامعي "المتمردون يحاولون مغالطة أنفسهم، ويسعون إلى خداع الرأي العام، والظهور بمظهر الحريص على إزالة المعاناة الإنسانية، ومساعدة المدنيين، بينما يعلم العالم أجمع حقيقة أنهم الطرف المتسبب في المعاناة القاسية التي يكابدها اليمنيون، فهم الذين قصفوا مرافق البنية التحتية ودمروها، نتيجة لانقلابهم على الشرعية، وهم الذين أحرقوا محطات توليد الكهرباء، وتعمدوا الاعتداء على المستشفيات، وصادروا الأدوية التي بعثت بها بعض الدول الحريصة على مصلحة الشعب، كما أعاقوا وصول المساعدات الإنسانية بقصفهم المتكرر على الموانئ، واستهداف السفن التي أرسلتها هيئات الإغاثة، واستهدفوا المدنيين الآمنين في منازلهم بقذائف الكاتيوشا والدبابات والصواريخ، وبعد كل هذا يحاولون الظهور بمظهر الحريص على مصالح الشعب". ومضى السامعي بالقول "الحقيقة الواضحة الجلية هي أن الجماعة تحتضر، وتلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب الضربات المؤلمة التي تتلقاها على أيدي المقاومة الشعبية، وطائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة، فقد حرمتهم تلك الغارات من مصادر قوتهم، التي كانوا يعتمدون عليها لمواصلة الاعتداء على الشعب، ودمرت مواقعهم، وأرغمتهم على الانسحاب من معظم المواقع التي سبق أن اجتاحوها. وبعد أن أدركوا قرب زوال حركتهم الانقلابية، باتوا يبحثون عن طوق نجاة يتعلقون به، ولو كانت قشة، فاستجاروا بالمجتمع الدولي لمحاولة إنقاذهم، ونسوا أن هذا المجتمع كثيرا ما طالبهم، دون جدوى، بالتراجع عن مواقفهم العدوانية، فرفضوا ولم يلقوا بالا، وامتنعوا عن تنفيذ القرار رقم 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي". واختتم السامعي بالقول "المقاومة ودول التحالف أذكى من أن تنخدع بمحاولة الحوثيين التنصل عن انقلابهم، وكافة محاولات البحث عن مخرج آمن لن تجدي، وأمامهم حل واحد لا بديل عنه، وهو الإقرار بخطئهم، والمسارعة بالانسحاب إلى مواقعهم الأصلية، ووقف اعتداءاتهم على المدنيين، وإذا لم يفعلوا فالموت ينتظرهم في كل الجهات".