وضعت وزارة التعليم نفسها في محل اختبار أمام المجتمع بشكل عام ومنسوبي وزارتها بشكل خاص، بتأكيدها على مقدرتها باجتياز الأوضاع الأمنية التي تشهدها مناطق الحد الجنوبي، وذلك من خلال تطبيق مشروع التعليم والتعلم الإلكتروني لمنسوبي تلك المدارس الواقعة في النطاق الأحمر، في وقت تؤكد المؤشرات الحالية عدم تهيئة البيئة الدراسية لذلك النوع من المشاريع لغياب بعض مقوماتها الأساسية. الوزارة أصرت على بدء الدراسة في الحد الجنوبي وعدم تأجيلها، ولجأت إلى إيجاد البدائل التعليمية، وفرض التعلم الإلكتروني على منسوبي المدارس الواقعة في النطاق الأحمر، فيما يرتبط نجاح تلك الخطوة بوجود خدمة الإنترنت العالية والسريعة لمواكبة التقنية المعتمدة على التعليم، إضافة إلى التهيئة والقدرة لدى المعلمين والطلاب أنفسهم في كيفية التعامل مع تلك الخطوة، واعتماد تلك الخطوة على القدرة المالية لدى أولياء أمور الطلاب لتأمين المستلزمات التقنية من كمبيوترات، وخدمة الإنترنت. ثقافة التعليم الإلكتروني خطوة الوزارة كشفت ضعف ثقافة التعليم الإلكتروني لدى بعض منسوبيها من معلمين وطلاب، فبادرت إلى الدورات لرفع جاهزيتهم لمشروع التعليم والتعلم الإلكتروني عن بعد، في وقت يحتاج طلابهم إلى دورات مماثلة قبل التطبيق لضمان نجاح المشروع، لاسيما أن بعض الطلاب يفتقدون الخبرة في التعامل مع الكمبيوتر. الابتدائية بدون مناهج حاسب "الوطن" رصدت أبعاد قرار التعليم في جميع المراحل الدراسية لمدارس الحد الجنوبي، ففي المرحلة الابتدائية أكد بعض التربويين وأولياء أمور الطلاب أن مؤشر نجاح القرار بتلك المرحلة ضعيف بشكل عام والصفوف الأولية بشكل خاص، كون طلاب تلك المرحلة لا يتعلمون منهج الحاسب الآلي، إضافة إلى غياب ممارستهم لأي برامج مماثلة، ما يؤكد ضعف قدرتهم على التعامل مع التعليم والتعلم الإلكتروني عن بعد، والتفاعل مع معلميهم، فيما يتساءل أولياء أمور طلاب الصفوف الأولية وخاصة الصف الأول الابتدائيعن كيفية تعامل أبنائهم مع التقنية، وهم لا يملكون أي أدوات مسبقة في التعليم. الطلاب أمام ضعف الإنترنت مصادر تربوية أكدت ل"الوطن" نسبة نجاح القرار في المرحلتين المتوسطة والثانوية بشكل متوسط، ولكن ما يهدد فشله هو غياب شبكة الاتصالات القادرة والقوية لمواكبة تلك البرامج وفتح المواقع، إضافة للعجز المالي لدى بعض أولياء أمور هاتين المرحلتين لشراء الالتزامات الإلكترونية المطلوبة لمتابعة الدروس إلكترونيا. وفي وقت يرتبط نجاح مشروع التعليم والتعلم الإلكتروني عن بعد الأسبوع المقبل، بتوافر خدمة الإنترنت عالية السرعة والقادرة على دعم برامج وقنوات التعليم، علمت "الوطن" من مصادرها، أن نسبة من القرى والهجر وخاصة في المناطق التهامية والبعيدة عن النطاق العمراني لا تتوافر بها شبكة الاتصالات الهاتفية نهائيا، وفي حال توافرها لا تدعم خدمة الإنترنت بشكل جيد، وليس لديها القدرة على دعم تلك البرامج التفاعلية والقنوات التعليمية، ومنها قرية البقعة، ومركز سريان والمتيه وعمس، والثافرة وقرية نتاور جنوب مركز الفرشة بمحافظة سراة عبيدة. الدخل المحدود يقف عائقا يعيش بعض أسر مراكز وهجر وقرى النطاق الأحمر في المناطق الجنوبية في مستوى دخل مادي محدود، خاصة في المناطق التهامية، فيما يعتمد بعض طلابها على مكافآتهم "تكافل" و"الاغتراب"، ما يضع المشروع في نطاق الفشل لعدم قدرة تلك الأسر على توفير أجهزة الكمبيوتر وخدمة الإنترنت عالية السرعة، لا سيما إذا تعدد أفراد تلك الأسرة من الطلاب والطالبات. الأسبوع التمهيدي يغيب تطبيق القرار بمدارس النطاق الأحمر هذا العام الدراسي يُغيّب الأسبوع التمهيدي لدى طلاب وطالبات الصف الأول الابتدائي، الذي يهتم بالتهيئة التدريجية لنقل الطلاب والطالبات نفسيا وتربويا من مرحلة الطفولة والمنزل إلى المدرسة والتعلم، والذي يعتمد نجاحه على حضور الطلاب للمدرسة، ودمجهم مع زملائهم وتعريفهم بالبيئة المدرسية، وإشراكهم في عدد من البرامج والأنشطة الترفيهية، وصولاً إلى تعريفهم بالمبنى المدرسي ومكوناته وقاعاتهم الدراسية. الوازرة تعتز بقدرتها مصادر ل"الوطن" أكدت أن مؤشر نجاح المشروع كقيمة تعليمية لدى الطلاب في تلك المراحل متواضع، فيما يرتفع مؤشر اعتزاز الوزارة بقدرتها على اجتياح العقبات والظروف من خلال إيجاد البدائل.