في أوضح صور الهزيمة التي باتت تحيط بالمتمردين الحوثيين من كل الجوانب، أقدم العشرات من عناصر الميليشيات في محافظة البيضاء على بيع أسلحتهم قبل أن يعمدوا إلى الفرار، حيث عرضوا بنادقهم من نوع "كلاشينكوف" للبيع بمبالغ زهيدة لا تتجاوز 50 ألف ريال يمني للقطعة، بينما يبلغ سعرها الحقيقي أكثر من 300 ألف ريال. وأشارت مصادر وسط المقاومة الشعبية إلى أن الانقلابيين يعانون من ظروف بالغة الصعوبة، حيث يفتقدون إلى المال الضروري لشراء الطعام والشراب، كما أنه ليست بحوزتهم أي مبالغ تمكنهم من السفر إلى مناطقهم. وكانت قيادة المقاومة في البيضاء قد تولت توفير الطعام والشراب لمن يسلمون أنفسهم من الانقلابيين، ووفرت لهم مخرجا آمنا، وساعدتهم على السفر إلى مناطقهم الأصلية، بعد أن تخلوا عن أسلحتهم، وتوقفوا عن القتال. في سياق منفصل، أكد شهود عيان في العاصمة صنعاء أن كثيرا من عناصر التمرد بدأوا خلال الفترة الماضية في بيع عدد من السيارات والمولدات الكهربائية ومضخات المياه وغيرها من المعدات والآليات التابعة للجيش اليمني. وأضافت المصادر أن الانقلابيين ينقلون كميات كبيرة من تلك المواد ويعرضونها للبيع بأثمان بخسة في شارع المطار، بعد أن نهبوها من مقر اللواء 35 مدرع بمنطقة المطار القديم. وفسر مراقبون هذه التصرفات بأن الانقلابيين باتوا على ثقة تامة بأن نهايتهم على الأبواب، وأن المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية لا شك سيدخلان العاصمة صنعاء قريبا، لذلك يسعون إلى بيع تلك المعدات والاختفاء عن المشهد بصورة نهائية، مشيرين إلى أن معنويات الجنود أصبحت في أدنى درجاتها، وانتفت لديهم القابلية للقتال، بعد النجاحات العديدة التي حققها الثوار خلال الفترة الماضية. وأضافوا أن التجاوزات المالية المتعددة التي ارتكبتها القيادات البارزة في الحركة المتمردة هي التي تدفع عناصر الصف الثاني لارتكاب تجاوزات مماثلة، لا سيما بعد أن سقطت كافة مزاعم الثورية التي كانوا يتشدقون بها.