تكشفت ل"الوطن" معلومات جديدة حول شخصية الانتحاري الذي فجر نفسه في جامع قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير، الذي عرفته وزارة الداخلية السعودية بأنه السعودي يوسف بن سليمان عبدالله السليمان، من مواليد العام 1415ه. وأبلغت مصادر مطلعة الصحيفة، بأن الانتحاري السليمان، سبق وأن أوقفته الجهات الأمنية قبل عامين، بتهمة تأثره بفكر تنظيم داعش الإرهابي، وكان وقتها في ال19 من عمره، غير أن سلطات الأمن أطلقت سراحه حينها لعدم كفاية الأدلة ضده. وينفي سيناريو الإيقاف السابق لانتحاري عسير المخاوف التي عبر البعض عنها بعد العملية الإرهابية، والتي كانت قلقة من تمكن أفراد من التنظيم الإرهابي بالالتحاق بدورات الاستجداد في قطاعات الأمن، حيث إن القبول العسكري يتطلب خلو صحيفة المتقدم من السوابق، وهو خلاف ما كان عليه الانتحاري الذي سبق أن تم إيقافه وسجلت ضده سابقة في هذا الإطار. وفيما يظهر الانتحاري السليمان في الصورة التي وزعتها الداخلية السعودية، وهو ملتح، ظهر في الصورة التي وزعها تنظيم داعش حليق الذقن ومعمم الرأس وإلى جانبه سلاح الكلاشنكوف، حيث من المتوقع أنه لجأ إلى تلك الخطوة للتمويه وتسهيل مهمته في تنفيذ عمليته الانتحارية. ولم يتطرق بيان وزارة الداخلية السعودية إلى الطريقة التي اتبعها الإرهابي في دخول المسجد، حيث إن التحقيقات في هذا الصدد لا تزال جارية. واكتفى البيان بتحديد هوية الانتحاري، وهويات الشهداء ال15 (11 رجل أمن، وأربعة من عمالة الموقع من الجنسية البنجلاديشية). وفيما كشفت وزارة الداخلية بأن ستة من الشهداء، هم من المتدربين الملتحقين بالدورات الخاصة بأعمال الحج، أكدت بأن الحادثة الإرهابية لا تزال محل متابعة الجهات الأمنية المختصة، مشددة على أن ذلك العمل الذي وصفته بالجبان والغادر إذ لم يراع حرمة المكان والدماء المعصومة، يوضح مدى خبث هذا الفكر وإجرامه وضلاله. وأشار المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي إلى أن مثل تلك الأعمال الدنيئة، والتي كان آخرها تفجير مسجد الطوارئ في عسير، "لن تزيد رجال الأمن وأبناء الوطن الشرفاء إلا إصرارا على التصدي للفكر الضال وملاحقة أربابه والدفاع بكل نفيس عن حياض الدين وعن أمن واستقرار هذه البلاد المباركة وأهلها".