بعد عشر سنوات، لم يجد الرئيس الأميركي باراك أوباما بدا من موافقة ما قاله الأمير الراحل سعود الفيصل، في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن في سبتمبر 2005، من أن واشنطن "سلمت العراقلإيران على طبق من ذهب".. وهو ما أثار حفيظة وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك، كوندوليزا رايس. وقال أوباما إن إيران هي المستفيد الوحيد من الحرب على العراق، ووصف أمس في كلمة بالجامعة الأميركية في واشنطن، لحشد الدعم بالكونجرس لتأييد الاتفاق مع إيران، النظام الإيراني بأنه "قمعي وخطير"، وأقر بأن قسما من الأموال التي ستستعيدها طهران سيستخدم لتمويل أنشطة إرهابية. يبدو أن مصير الاتفاق النووي مع إيران يعتمد على تصويت الكونجرس الشهر المقبل، وهذا مرهون بعدد المشرعين الديموقراطيين الذين لم يحسموا رأيهم بعد. ودافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الاتفاق، أمس وقال إنه إذا حاولت إيران الإخلال بالاتفاق وبناء سلاح نووي فسيتم اكتشاف ذلك. وأقر أوباما بأن إيران قد تستخدم قسما من الأموال التي ستستعيدها إثر رفع العقوبات عنها لتمويل "تنظيمات إرهابية". واعتبر أن هذا الأمر الذي وصفه ب"الخطير والقمعي" يظل أفضل من نظام إيراني مسلح نوويا، مشددا على أنهم "قادرون على محاسبة" الإيرانيين إذا مارسوا الخداع. وحذر أوباما المشرعين الأميركيين من أن رفض الاتفاق من شأنه أن يهدد "مصداقية" الولاياتالمتحدة في العالم. وقال: إذا أطاح الكونجرس بالاتفاق، فسنفقد أكثر من مجرد القيود على برنامج إيران النووي أو العقوبات التي فرضناها بدقة، سنفقد شيئا أكثر قيمة، المصداقية الأميركية كقائدة للدبلوماسية، وكمرتكز للنظام العالمي. ونقلت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية عن أوباما قوله ليلة أول من أمس خلال اجتماع بقادة الجالية اليهودية الأميركية، إنه: إذا فشل الاتفاق في الكونجرس، فإن الولاياتالمتحدة ستهاجم إيران، وحزب الله سيرد بهجوم صاروخي على تل أبيب، إسرائيل هي التي ستدفع الثمن. وأوضح أنه "إذا ألغى الكونجرس الاتفاق، فإيران ستنسحب من الاتفاق وستٌمارس ضغوط من معارضي الاتفاق لمهاجمة إيران. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "الواشطن بوست" الأميركية إلى أن ما يحرج الرئيس الأميركي باراك أوباما وفريقه الذي يتولى الحشد لتأييد الاتفاق، أن جميع المشرعين الذين لم يحسموا أمرهم بعد ينتمون إلى حزبه الديموقراطي. وبينما يستغل المشرعون عطلة الكونجرس في مراجعة الاتفاق مراجعة متأنية، سيحسمون رأيهم سواء بالإيجاب أو الرفض لمحاولة التأثير على المجموعة المتبقية لتلتحق بهم. وشددت الصحيفة على مجموعة الضغط (اللوبي) التي شكلتها اللجنة الأميركية-الإسرائيلية للعلاقات العامة الشهر الماضي، والتي التحقت بها شخصيات ديموقراطية رفيعة مثل المرشح الرئاسي السابق جوزيف ليبرمان. وفي جهد مواز لدعم رفض الاتفاق، التقى السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر أكثر من 50 عضواً من أعضاء الكونجرس للتحذير من الاتفاق الذي أبرمته الولاياتالمتحدة وخمس دول غربية أخرى (مجموعة 5+1) مع إيران حول برنامج طهران النووي.