تصاعدت أمس أزمة الحكومة اللبنانية برئاسة تمام سلام، في ظل الفراغ الرئاسي وتعطيل انتخاب رئيس جديد للبلاد، فضلا عن تضاعف مشكلة انتشار النفايات ببعض المناطق بما قد يزيد من خروج المتظاهرين إلى الشوارع. وقالت مصادر إن ملف النفايات وانتشارها في شوارع المدن كافة قد يكون القشة التي تقصم ظهر الحكومة، لاتصاله المباشر بحياة الناس وصحتهم، لافتة إلى أن رئيس الوزراء تمام سلام صرح لبعض زواره بأنه وصل الخط الأحمر، بسبب المأزق الذي تمر به الحكومة وتخلي البعض عنه في الوقت الحالي. وأضافت المصادر أن الاتصالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة نجحت في تأخير استقالة سلام، إلا أنها ستأتي لا محالة، في حال استمر الوضع على ما هو عليه. وأكد النائب عاطف مجدلاني أن رئيس الوزراء اللبناني ما زال يحتفظ بفكرة تقديم استقالته، بعد وصول الأمور إلى طريق مسدود، مشيرا إلى أن مشكلة النفايات ما زالت تمثل هاجسا يؤرق الجميع، ومن الممكن أن يظهر الحل خلال 48 ساعة، على أمل أن تبدأ اليوم عملية رفع النفايات عن الطرقات". بدوره، قال وزير الإعلام رمزي جريج عقب لقائه الرئيس سلام أمس "أكدت له تضامني معه وتأييدي ودعمي المواقف التي اتخذها ويتخذها في مجلس الوزراء، فيما يتعلق بالمقاربة المعتمدة لاتخاذ القرارات في ظل الشغور الرئاسي. هذه المقاربة تؤمن مشاركة فاعلة من قبل الكتل والوزراء من دون أن تؤدي إلى تعطيل وشل عمل الحكومة. في سياق متصل، هاجم رئيس حركة التغيير عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار إيلي محفوظ من يضعون العراقيل أمام رئيس الحكومة، مشيرا إلى أن هؤلاء يريدون جر البلاد إلى مزيد من الأزمات. وقال في تصريحات صحفية "من يهاجم رئيس الحكومة تمام سلام ويدفعه للاستقالة هو نفسه من أوصل الجمهورية لتكون بدون رئيس". وأضاف "التجربة اللبنانية علمتنا أن اتفاق الطائف الذي ارتضيناه كأمر واقع في حينه تحول مع الوقت إلى اتفاق الضرورة، حيث أصبح اليوم اتفاق القناعة كونه ضمانة موثوقة للبنانيين جميعا". في المقابل، استبعد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون استقالة الحكومة، مرجحا التوصل إلى حل للأزمة بحكمة الرئيس تمام سلام وقدرته على تدوير الزوايا. واعتبر شمعون في تصريحات صحفية أن رهان العماد ميشال عون على إسقاط الحكومة خاسر، لأن حليفه حزب الله لن يجاريه في ذلك، على اعتبار أن لا مصلحة له في إسقاطها، خصوصا بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع الدول الكبرى وانشغالها بتداعيات هذا الملف حاليا. من جهة أخرى، واصل الطيران الإسرائيلي انتهاكه الأجواء اللبنانية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بقيام طائرة تجسس من دون طيار بالتحليق بشكل دائري وعلى علو متوسط فوق عدد من مناطق جنوبلبنان، ما استدعى الجيش اللبناني وقوات الطوارئ المعززة "اليونيفيل" إلى مراقبة التحركات الإسرائيلية في الجهة المقابلة عن كثب تحسبا لأي تطورات.