في خطوة وصفت بالمهمة ضمن إعادة هيكلة الجيش اليمني، أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، قرارا جمهوريا بترقية العميد الركن عبدالرحيم أحمد سالم عتيق، إلى رتبة لواء وتعيينه قائدا للمنطقة العسكرية الثانية التي تتخذ من مدينة المكلا عاصمة حضرموتجنوب شرق البلاد مقرا لها، وذلك خلفا للواء الركن محسن ناصر قاسم حسن الذي عينه هادي ملحقا عسكريا بالسفارة اليمنية في المملكة الأردنية الهاشمية. وتُشير بعض المعلومات التي توافرت ل"الوطن" عن اللواء عتيق، إلى أنه من مواليد حضرموت، وكان أحد القيادات العسكرية البارزة وذات التأثير القوي في الجبهة القومية التي قارعت الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن في حقبة ستينيات القرن الماضي. وتقلد اللواء عتيق عددا من المناصب العسكرية كما شغل منصب وكيل وزارة الداخلية الأول ونائب وزير الداخلية. وعند اندلاع حرب صيف عام 94 اليمنية قاد لواء محور صحراء العبر، وبعد انتهاء الحرب وكحال عدد من القيادات العسكرية عمد الرئيس السابق علي صالح إلى تهميشه وعزله من العمل العسكري وتعيينه وكيلا لوزارة الإدارة المحلية عام 1998. وكشفت مصادر مقربة من اللواء عتيق أنه عرض عليه تعيينه محافظا لحضرموت، إلا أنه رفض وفضل اعتزال العمل السياسي جراء خلافات حول تسيير عمل الدولة وفسادها، وعاد إلى حضرموت معتزلاً صنعاء. ويرى مراقبون أن قرار تعيين اللواء عتيق هو بمثابة خطوة مهمة في تصحيح وضع المنطقة العسكرية الثانية لما تُشكله من أهمية بالغة في حفظ أمن واستقرار المحافظة وإخراجها من المنعطف الحاد الذي تمر به عموما، حيث إن المنطقة الثانية تُعاني من انهيار كاملا في وحداتها وتشكيلاتها العسكرية، وأهمها اللواء 27 ميكا ذو القوة العسكرية الضاربة واللواء 190 دفاع جوي، عقب سيطرة القاعدة على المكلا وهروب عناصر وقيادات الجيش منها، فضلا عن كونه أول قائد عسكري حضرمي يتم تعيينه في هذا المنصب منذ حرب 94. وقال المراقبون إن اللواء عتيق سيواجه تحديا صعبا، خصوصا في ظل سيطرة القاعدة على أجزاء واسعة من مدن ومناطق ساحل حضرموت وتفكك تشكيلات المنطقة العسكرية الثانية. ويأتي قرار تعيين اللواء عتيق بعد أيام قليلة على رفع السلطة المحلية بحضرموت بخاطب للرئيس هادي، تدعو فيه إلى سرعة إعادة تشكيل المنطقة العسكرية الثانية وترتيبها بعد الانهيار الذي أصابها، والمطالبة بإعطاء قيادتها للكفاءات العسكرية من أبناء المحافظة من ذوي الخبرة والتجربة والنزاهة. وكان الدكتور عادل باحميد، محافظ حضرموت قدم تصورا بالترتيبات العسكرية والأمنية التي يجب أن تتم في المحافظة من خلال إعادة تشكيل المنطقة العسكرية الثانية بكامل قوامها، وإصدار تعيينات قيادات عسكرية للمنطقة من أبناء المحافظة تشمل كلا من قائد المنطقة العسكرية الثانية، وأركان حرب، ورئيس عمليات المنطقة، وقائدين للواءين 27 ميكا و190 دفاع جوي. كما شمل التصور اعتماد تشكيل لواء مشاة جديد ضمن قوام المنطقة العسكرية الثانية ويكون موقعه في الجهة الغربية للمحافظة، ودمج أفراد كل التشكيلات العسكرية القائمة حاليا ضمن قوام معسكرات الجيش والوحدات الأمنية، إضافة إلى فتح باب التجنيد الجديد لأبناء المحافظة لتغطية الاحتياجات في الوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة.