واصلت المقاومة الشعبية في مدينة عدن مسلسل تقدمهما على حساب جماعة الحوثي الانقلابية، حيث سيطرت بالأمس على منطقة جبل حديد، وذلك عقب اشتباكات عنيفة أسقطت العشرات من ميليشيات الحوثي وفلول المخلوع صالح بين قتيل وجريح، وأضافت مصادر ميدانية أن صفوف المتمردين تشهد انهيارا متكاملا. وأن عشرات المتمردين يتدافعون لتسليم أنفسهم لمقاتلي المقاومة الشعبية في كورنيش قحطان بمنطقة خور مكسر، كما سلم العشرات أسلحتهم وخرجوا من مخابئهم وهم يرفعون رايات الاستسلام في المعلا. ومضت المصادر بالقول إن المقاومة استعادت بالأمس أجزاء واسعة من مدينة كريتر، وطهرتها من ميليشيات الحوثي والمخلوع. وكان الثوار قد تمكنوا من تحرير المطار والعريش، ومن ثم اتجهوا نحو خور مكسر والمناطق التي توجد فيها الميليشيات الحوثية، بالاشتراك مع وحدات من الجيش المشكل من أبناء الجنوب، وبقيادة وإشراف من المنطقة العسكرية الرابعة وتنسيق من مجلس قيادة المقاومة في عدن. تقدم مستمر وفي ذات السياق قال مصدر مسؤول في عدن إن قوات من الجيش والمقاومة الشعبية سيطرت في وقت متأخر ليل أول من أمس على مقر اللواء مدرع (39)، المعروف باسم "معسكر بدر"، في عدن. مضيفا أن قوات الجيش الموالية للشرعية، سيطرت على معسكر بدر المكلف بحماية المطار الحربي في عدن، بعد فرار المسلحين الحوثيين، وأنه بالتنسيق بين الجيش والمقاومة الشعبية والغارات الجوية لطائرات التحالف الذي تقوده المملكة تمت السيطرة على منطقة جبل حديد، وأن الثوار واصلوا تقدمهم باتجاه مديرية المعلا الساحلية في محاولة لاستعادة السيطرة عليها. كما أكد وكيل محافظة عدن، نايف البكري، أن قوات من الجيش تساندها المقاومة الشعبية تتجه الآن لاستعادة السيطرة على باقي مديريات المحافظة. وأضاف البكري الذي كان يتحدث من أمام المدرج الرئيسي لمطار عدن، أن ذلك يأتي تمهيداً لتحرير كامل مدن الجنوب اليمني من سيطرة الحوثيين. وأضاف "قوات الجيش وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن وأبين وتعز ولحج والضالع، وبمساندة اللجان الشعبية، تستعد للسيطرة على باقي مديريات عدن ومدن الجنوب اليمني"، مشيراً إلى أن التحول الكبير في المعارك لمصلحة القوات العسكرية التابعة للرئيس هادي، جاء بسبب الدعم غير المحدود من قبل دول الخليج للمقاومة في جنوب اليمن. وتابع بالقول إن هذا التقدم يأتي ضمن عملية عسكرية كبيرة تحمل اسم "السهم الذهبي"، أعلنتها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في وقت سابق، لتحرير مدن الجنوب من سيطرة الحوثيين. وكشفت مصادر مطلعة أن أسرابا من مقاتلات التحالف شاركت مع مدمرات بحرية تابعة لقوات التحالف في معركة تحرير عدن، مشيرة إلى أن تلك المدمرات باتت على مقربة من سواحل عدن، وتوزعت على السواحل القريبة من عمليات المنطقة العسكرية الرابعة في خليج عدن. وتابعت بالقول إن الخطة العسكرية لتحرير عدن اشتملت على مشاركة قوات برية يمنية، إضافة إلى فرق استطلاع وزعت على مختلف الجبهات المحيطة بالمدينة. أهداف محددة كما قالت مصادر طبية إن العشرات من المدنيين قتلوا وأصيبوا في القصف العشوائي الذي شنه المتمردون على عدة أحياء بمدينة عدن، وأكدت أن سكان الأحياء المحيطة بمصفاة عدن نزحوا بشكل جماعي عقب قصف المصفاة وانتشار الحرائق في المكان. وبالتزامن مع المواجهات على الأرض، شنت طائرات التحالف العربي أمس عشرات الغارات الجوية في مناطق متفرقة في عدن، مستهدفة مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح. كما قصفت طائرات التحالف تجمعات للحوثيين في ملعب الثورة الرياضي بالعاصمة عدن، قرب مبنى التلفزيون شمالي المدينة. وفي جبهة مأرب، انتفض الثوار أيضاً في وجه ميليشيات التمرد الحوثي، حيث دارت مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط 26 حوثيا، بينهم 8 بجبهة المخدرة، و12 بجبهة الجدعان وستة على الأقل في اشتباكات الجفينة غرب مأرب. وأشارت مصادر إلى أن هذا الإحصاء أولي ومرشح للزيادة مع استمرار المواجهات. اشتباكات عنيفة وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت منذ ساعات الفجر الأولى بين المقاومة الشعبية مسنودة بالجيش الوطني بجبهة الجفينة غرب مأرب، حيث جرى تبادل للقصف المدفعي والصاروخي مع طلوع الشمس، واستمر قرابة ساعة بشكل عنيف. وأكدت المصادر أن المقاومة الشعبية توغلت في جبهة الجفينة. وفي سياق متصل شهدت جبهة المخدرة صباح أمس مواجهات عنيفة، حيث تمكنت المقاومة الشعبية من صد هجوم للحوثيين وقوات صالح خلال الساعات الماضية فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة. كما شهدت جبهة ماس في مديرية مجزر اشتباكات عنيفة اندلعت أمس، تكبدت فيها ميليشيا الحوثي وصالح خسائر فادحة.وعلى صعيد محافظة تعز، قالت مصادر في المقاومة الشعبية إن الثوار تقدموا بمساعدة قوات الجيش الموالي للشرعية في منطقة حوض الأشراف، وتمكنوا من السيطرة على مبنى الخطوط اليمنية الذي كانت تتمركز فيه ميليشيات الحوثي وصالح. كما اندلعت اشتباكات عنيفة في جبهة كلابة بين مقاتلي المقاومة والمتمردين الذين اضطروا إلى قصف الأحياء السكنية بصورة عشوائية، واندلعت اشتباكات في جبهتي المرور والضباب، حيث تمكن أبطال المقاومة والجيش الموالي للشرعية من الاستيلاء على دورية للميليشيات وأسر من كانوا على متنها. كما حققت المقاومة الشعبية في محافظة تعز "وسط البلاد" تقدماً جديداً، الإثنين، بعد الهجوم المضاد الذي أطلقته في مواجهة مسلحي الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح، في جميع الجبهات. وأكد المتحدث الرسمي للمجلس العسكري التابع للرئيس هادي في تعز، العميد ركن سمير الحاج، أن الوضع العام في المحافظة بات تحت سيطرة المقاومة الشعبية، إلا أن بعض المواقع لا تزال تشهد بعض المواجهات. .. والصحة العالمية تنقل إمدادات عاجلة للمدنيين قالت منظمة الصحة العالمية أمس إنها نقلت إمدادات طبية لإنقاذ الأرواح إلى مدينة عدن، حيث أصبحت معظم المنشآت الصحية معطلة بسبب القتال والنقص الحاد في الإمدادات. وأضافت في بيان أنها قامت بتوفير قرابة 50 طنا من المساعدات الصحية العاجلة، من بينها علاجات أولية للصدمة وأدوية لعلاج الملاريا وأمراض الإسهال لأكثر من 84 ألف شخص في ست شاحنات، في إطار قافلة تابعة للأمم المتحدة. وتابع البيان أن الحصول على الرعاية الصحية في عدن محدود للغاية بسبب القتال، ومعظم المنشآت الصحية في المحافظة وعددها 31 منشأة توقفت عن العمل بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية والوقود الذي تحتاج إليه المولدات.وقال منسق الأممالمتحدة في اليمن يوهانس فان دير كلاوف إن قافلة المنظمة الدولية وصلت عدن مطلع الأسبوع، لكن الحصص المقدمة من برنامج الأغذية العالمي في عشرات الشاحنات تأخرت. وأضاف في تصريحات صحفية أن هذه هي أول مرة نتمكن فيها من إيصال قافلة إلى عدن منذ أسابيع. وتابع "كنا قد أردنا استخدام الموانئ والسفن التي تحاول الرسو في عدن، لكن مع عدم تنفيذ وقف إطلاق النار ما زلنا أمام مشكلة كبيرة، وهي أن المساعدات لا تصل عن طريق البحر"، مضيفا أن السفن حولت مسارها إلى ميناء الحديدة.