العنوان عبارة تآمرية قالها عمود من أعمدة الإدارة الأميركية المهتم بدول الشرق الأوسط، رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية السابق "جيمس وولسي" وقد وجدوا ضالتهم في داعش وانتحارييها. الانتحاري كما أرى، هو المستعد بلا عقل لأن يَقتل ويُقتل لأسباب تافهة! أتساءل أي قضية هي هذه التي يدافع عنها الانتحاري (الأرخص والأذل) عندما ينسف وطنه أولا، ويسفك دمه ثانيا، ودماء الأبرياء وهم يذكرون الله قياما وقعودا في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه! إنها مباهج داعش التي أجهزت على آخر نبض في قلب عروبتنا المثخنة بالجراح. بينما تعيش جارة العرب الفاتنة في نعيم زائل، تجدد زينتها وفي رقص ومباهج أخرى من الدلع الشرقي. إسرائيل الفتاة المدللة تعيش أزهى عصورها، طبيعي وكيف لها ألا ترقص وتزغرد على خيبات العرب العاربة والمستعلفة والعالفة؟! وها هم العرب أشعلوا ثورات وخيبات بل هي انتكاسات ثم أضرموها نارا حامية بالاختلاف المذهبي الطائفي، فهل لا يزال بينكم من يشك في إنسانية داعش وأنها على الحق والصراط والتقوى؟! يقول لاتزا فاستو: العنف ليس اللكم ولا الركل ولا حتى الرشاش؛ العنف هو كل ما يشوش النظام المتناغم للأشياء، ابتداء من اغتصاب الحقيقة، والعدالة، وثقة الآخر.. يجب أن يعلم الشاب الداعشي الساذج أنه مجرد أداة قتل وحزام ناسف وقنبلة موجهة عن بعد للدِين والإنسانية وفطرة الخالق! وآخر أميركي يقول: "دولتان عربيتان في طريقهما إلى الزوال من الخارطة العربية" نعم سيتحقق لهما ذلك ونحن نرى سوق السبايا البريئات، يبعن في العراق وسورية في القرن الحادي والعشرين! على يد أبناء العرب أنفسهم، وجرائم يشيب لها الولدان! في صراع ثقافي على الهوية والمذهب، الماضوية التي يتشبث بها أتباع المذاهب بالسلاح لا بالعقل والمنطق، أفضت إلى صراع دام، لم يحتكموا لصوت العقل والحكمة ويبنون مستقبل أوطانهم، في خمس سنوات عجاف في بلاد تسمى مجازا بلاد العرب، زاد عدد الفقراء وعدد القتلى وعدد المشردين ودمرت دول وظهرت تنظيمات إرهابية دموية استباحت كل الحرمات.. فمتى يعي العرب أبعاد المؤامرة الدنيئة؟ العرب، كل العرب، في موقف صعب للغاية ما لم يتحدوا وينبذوا الفرقة والتشتت ويسارعوا في لملمة هذه الفوضى الخلاقة، وكما هو الواقع يقول، والتاريخ يؤكد ذلك، لا أعرف أمة غير العرب تكفلت بتحقيق أمنيات أعدائها، وخاضت الحروب نيابة عنهم، وأعادت أوطانها نصف قرن إلى الوراء وما زالت تمول خرابها!