سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفيصل ولبنان.. دور استثنائي لإطفاء أزمات عروس الشرق الوزير المشنوق ل"الوطن": تعرفت على الأمير سعود في نيويورك قبل عقدين.. والشهيد الحريري كان يذكره كثيرا
شكلت الأزمة اللبنانية، كغيرها من قضايا الأمة العربية، محور اهتمام بالغ في فكر الأمير الراحل سعود الفيصل خلال العقود الأربعة التي تولى خلالها إدارة دفة وزارة الخارجية السعودية. يقول أحد المقربين من الفيصل ل"الوطن"، لم أر الأمير سعود غاضبا في يوم من الأيام بمثل غضبه يوم استشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ولم يغضب بعدها بذات الغضب إلا حينما احتلت ميلشيا حزب الله بيروت. الكثير من الساسة اللبنانيين، يذكرون باهتمام بالغ الدور الذي لعبه الفيصل طيلة الأزمات التي مرت بها بلادهم، وكيف استطاع بحكمته تجنيب عروس الشرق ويلات تلك الأزمات، والرسو بها على بر الأمان السياسي والاجتماعي والأمني. وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، وفي اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن"، قال إن رحيل الأمير سعود الفيصل هو فقد للأمة العربية والعالم أجمع. وأضاف "منذ مطلع شبابي لم يؤثر بي أحد كعقل الأمير سعود الفيصل في فهمه للقضايا العربية ومتابعته وقراءاته.. فلقد كنا نتعلم منه دائما". ومن أهم ما علق في ذاكرة المشنوق من تاريخ الفيصل، الرد الحازم والقوي الذي علق به على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة العربية في شرم الشيخ. وعلق وزير الداخلية اللبناني على ذلك بقوله "على الرغم من وضعه الصحي الصعب فقد كانت تلك القراءة التي ارتجلها الفيصل لأكثر من 10 دقائق من أصفى المطالعات التي ارتجلها بدقة لا تشبه في تفاصيلها إلا سعود الفيصل". وبالرغم من أن مرات لقاء المشنوق بالفيصل قليلة، إلا أن الوزير اللبناني يؤكد أنه متابع جيد لكل تفاصيل وتحركات الأمير سعود الفيصل السياسية. ويقول "تعرفت على الأمير الراحل في دورة انعقاد الجمعية العامة بالأمم المتحدة في العام 1993، والتقيت به بعدها مرات قليلة، ولكني دائما كنت متابعا جيدا له". ومن الأمور التي يحكيها المشنوق عن الفيصل ويتذكرها، الشهادات التي كان يستمع إليها من رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عن تجربته خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982 والدور الاستثنائي الذي قام به الفيصل رحمه الله في تثبيت العلاقات اللبنانية العربية في ذلك الزمن من جديد، ودعمه بوقوف الدولة اللبنانية والشعب اللبناني بكل طوائفه وأطيافه على أقدامهم من جديد، والذي أسهم به ذلك الحين المغفور له بإذن الله الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز. وفيما خص الوزير المشنوق، الأمير تركي الفيصل بالعزاء وجميع أفراد أسرة الراحل الكبير، أكد أن الأمير سعود الفيصل سيبقى في ذاكرة العرب سنوات طويلة جدا.