أجمع سياسيون لبنانيون على أن الأمة العربية، خصوصا لبنان، خسرت كثيرا بوفاة وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل. وأكدوا في تصريحات إلى "الوطن" أمس أن الأمير سعود الفيصل ترك بصماته على الحياة الديبلوماسية العربية والمحافل الدولية وتحديدا الأممالمتحدة والجامعة العربية، مشيرين إلى أنه كان الصوت الرصين والحكيم الذي يسمعه الجميع ويسترشدون به ويتأثرون بمواقفه وقناعاته. وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج إنه كان متابعا جيدا لجهود الأمير سعود الفيصل خلال توليه مسؤولية وزارة الخارجية السعودية، وإنه دائما ما كان نموذجا لرجل الدولة القادر على التصدي للأزمات التي تواجه بلاده والأمة العربية كلها، وقال "أعجبت به كثيرا كما لفت انتباه كل دول العالم بمواقفه الشجاعة، وأعجب به كل رجالات السياسة في العالم، وأشادوا بديبلوماسيته وأخلاقه وفهمه واعتداله، كما "أعجب به أيضا من اختلف معهم في السياسة لأنه رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى. وأضاف "نحن في لبنان نشعر بخسارة كبيرة لرحيل الأمير سعود الفيصل، لما لعبه من دور في اتفاق الطائف من أجل إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية. كان مؤيدا للاعتدال والتعايش وفكرة لبنان الرسالة الذي نحاول الدفاع عنها اليوم، وكان معجبا بالصيغة اللبنانية للتعايش، حتى إنه كان يضرب بها كنموذج لأي دولة تبحث عن التعايش". من جانبه، قال النائب في تيار المستقبل عمار حوري إنه بفقدان الأمير سعود الفيصل خسرت الأمة العربية كبيرا من كبارها ورجلا مميزا يذكرنا بوالده الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله. وأضاف "لم يكن الأمير سعود الفيصل وزيرا عاديا بل كان استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى، قدم نموذجا كيف تتزاوج الديبلوماسية والمثل العليا، لذلك نقول إن الأمة ستذكره دائما، أسكنه الله فسيح جناته". وأشار حوري إلى أن "الأمير سعود الفيصل كان صديقا للبنان في المحافل الدولية لم يكتف بالموقف المؤيد، بل كان في أكثر الحالات مبادرا لدعم لبنان"، مؤكدا أنه "إذا كانت الخسارة كبيرة بفقدانه فإنما يعزينا هو أن أرض الحرمين الشريفين بالقيادات الذين سيتابعون مسيرته". بدوره، قال النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة تيار المستقبل محمد قباني إن " الأمير سعود الفيصل كان علما كبيرا من أعلام العرب، ونجم الديبلوماسية السعودية والعربية. وأضاف: إن "لبنان سيذكر الدور الكبير الذي قام به الفقيد الكبير خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية الطويلة، حيث كان جزءا أساسا من مشاريع الحل في اللجنة الثلاثية ثم اللجنة السداسية، لتتكرس جهوده بتوقيع الطائف الذي قام فيه بدور محوري للوصول إلى الحل، أيضا لا ينسى له اللبنانيون والعرب مواقفه العدة في الدفاع عن الحقوق العربية وفي مقدمتهما حقوق الشعب الفلسطيني".