لم يمرر الشاعر أحمد عسيري ليلة أول من أمس التي شهدت حفل توقيع تسعة إصدارات جديدة من مطبوعات نادي أبها الأدبي من بينها ديوانه "إشراقة الطين" من دون أن يخطف الأضواء، بحضور لاذع ونكهة خاصة صفق لها الحضور الكبير الذي ملأ جنبات القاعة التي استضافت حفل التوقيع حتى اضطر بعض الحضور إلى متابعة فعالياته وقوفا على الرغم من استعانة النادي بعدد من مقاعد وكراسي المكاتب المجاورة التي أضيفت لما تحويه القاعة الكبيرة من مقاعد. وكان عسيري أول المتحدثين الثلاثة في الحفل الذي أداره رئيس لجنة مطبوعات النادي الأديب إبراهيم مضواح، في وقت جاء فيه صوت الإذاعة الداخلية كمن أصيب ببحة مزمنة، ليلتقط عسيري الأمر بادئا حديثه ساردا قصة من طفولته، قائلا "حينما كنا صغارا في المدرسة كان مدرسنا يشجعنا على الارتجال ويتيح للمميزين منا فرصة الإلقاء، ولأنه لم يكن هناك إذاعة مدرسية حينها لجأ إلى "تنكة" كنا نضع راسنا فيها لنلقي ما لدينا.. هذه التنكة أفضل من إذاعة النادي الذي كتبت مقالة في "الوطن" قلت فيها أن موازنته تفوق موازنة دولة بوركينا فاسو". زرع عسيري الابتسامة بعد التصفيق على وجوه الحاضرين قبل أن يذهب بهم ليتحدث عن غياب المشهد الثقافي، فقال "هذا زمن الحنجرة والقندرة.. فإما أن تكون مطربا أو لاعبا لتكون في المشهد ولتكون ثريا.. ولكنني لست هذا ولا ذاك.. و أتت النار على ثلاثة دواوين لي، وأربعة آلاف كتاب ووثيقة وصورة تاريخية، وهذا الديوان الذي تجدونه اليوم بين أيديكم هو ما استطاع ابني الشاعر عبدالرحمن إنقاذه من هنا وهناك.. لذا تجدون فيه أساليب كثيرة"، مختتما حديثه بإلقاء قصيدة "أنا جنوبي" التي نالت الاستحسان. وتحولت "تنكة" عسيري مادة دسمة خلال التعليقات ونقل الحديث من مؤلف إلى آخر خلال الحفل، ولجأ إليها مضواح أكثر من مرة قبل أن يتداخل الأديب إبراهيم طالع قبيل الختام معلنا "لم أجد أشرف من أحمد عسيري في خصومته مع نادي أبها الأدبي"، معدا أنه مدرسة في فن الاختلاف وأنه قدم زهرة قلبه وعمره إلى مكان هو سيده، وكان فاعلا مع مجلس الإدارة طيلة فترة المجلس بالنقد الراقي القادر على المواجهة. ريحانة العمري بدوره شد الشاعر محمد العمري الانتباه خلال حديثه عن ديوانه "الريحانة" مقدما على نحو لافت الشكر للمحكم الذي حكم الديوان وأقر طباعته، وقال "لا أعرف المحكم لكني أشكره، فقد استفدت من ملاحظاته". بدوره تحدث محمد الساكتي عن إصداره القاطر بشكل مقتضب، فيما تحدثت نورة سعد الشهراني متحدثة عن مؤلفها "صورة المفقود في شعر فدوى طوقان". وعبر الهاتف تحدث عبدالعزيز الشريف عن مؤلفه "جذوة الدهشة"، وقدم النادي رسالة صوتية من الشاعر البوركيني عبدالله بيلا عن ديوانه "صباح مرمم بالنجوم" وألقى بعض قصائده. يذكر أن قائمة الإصدارات شملت أيضا "نظرات لغوية في السنة النبوية" للدكتور حنفي بدوي، و"الشنفرى.. قراءة جديدة في أخباره وشعره" للدكتور عمر العمروي، و"الغصن والقبر" لطاهر الجلوب.