في حين تتواصل المفاوضات في فيينا حول الملف النووي- الإيراني التي قالت مصادر إنها تقترب من نهايتها، نشر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تقريرا أكد فيه أن هنالك الكثير من الغموض والضبابية يلف مجريات المفاوضات النووية الجارية بين دول مجموعة 5+1 وإيران، في ظل إصرار الجانبين على التمسك بمطالبهما وشروطهما المناقضة لبعضهما بعضا، مشيرا إلى أن المرشد الأعلى لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على خامنئي يتعمد التمويه والكذب فيما يتعلق بالملف النووي لتوفير الحماية لمشروعه التوسعي في المنطقة. وكان خامنئي أعلن خلال الأيام الماضية عن 19 خطا أحمر من أجل التوصل إلى ما أسماه "اتفاقا جيدا" مع الدول الكبرى، وتضمنت هذه الخطوط الحمراء رفض تفتيش المواقع العسكرية أو الالتقاء بالعلماء الإيرانيين ورفع العقوبات حال التوصل لاتفاق نهائي وأي تراجع في البرنامج النووي لطهران. وقابل هذا الموقف المتشدد لخامنئي إصرار من جانب دول مجموعة 5+1، على التمسك بشرطي تفتيش المواقع العسكرية ومواقع أخرى مشكوك بها إلى جانب الرفع التدريجي للعقوبات وربط ذلك بالتزام طهران بتنفيذ البنود المتفق عليها. وفي هذا السياق، أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد محدثين، خلال مؤتمر صحفي له قبل أيام، إلى أن خامنئي يبذل کل جهده من أجل الخروج بالبرنامج النووي الإيراني سالما، ومن أجل ذلك يحاول تخصيص وصرف المحادثات عن قضية "الشفافية" وبدلاً من ذلك يسعى للتركيز على مناقشة قضية غامضة هي "بناء الثقة"، وأضاف "من الواضح أن خامنئي يعلم جيدا بأن مضي المفاوضات على السياق المحدد لها ستعني الإجهاز على الجانب العسكري من المشروع وبالتالي تبديد أحلام خامنئي بتوفير الحماية العسكرية اللازمة للمشروع التوسعي لنظام الجمهورية الإسلامية في المنطقة". لكن، کما يبدو واضحا أن طهران تحاول من خلال حملة منظمة يقودها خامنئي شخصيا من أجل التمويه على هذه المفاوضات والتغطية على الجانب العسكري تحديدا من البرنامج النووي، في حين تسعى دول مجموعة 5+1، بالاتجاه المعاكس تماما، والمثير للسخرية بهذا الخصوص أن الطرفين يتحدثان عن تقدم في المفاوضات ولكن مع ذلك يصر كلاهما على موقفه، فمن الكاذب ومن الصادق فيهما؟، غير أن الواضح هو أن طهران هي التي تبحث دائما عن الثغرات والمنافذ التي تمنحها القدرة على تحقيق أهدافها المشبوهة. إلى ذلك، كتبت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية تحت عنوان "ارتباك الحرس الثوري الإيراني"، أن الحرس الثوري الإيراني ألغى مؤتمرا اقتصاديا كان سيُعقد في طهران وأصفهان، ودعا المنظمين إلى عدم التشهير بأن الحرس الثوري كان وراء الإلغاء، حتى لا يحرج النظام في جولات المفاوضات مع الدول الغربية. وأوضحت الصحيفة أن الحرس الثوري يتألف من قوات قوامها 120 ألفا، وأن مصالحها واهتماماتها تتجاوز المجال العسكري إلى الاتصالات والإنشاء واستيراد الأغذية، وأن الولاياتالمتحدة تتهمها بنشر أسلحة دمار شامل. ونقلت الصحيفة عن محللين مستقلين أن حجم الثروة التي بيد الحرس الثوري، غير معروف لغياب الشفافية، ولكن مراقبون قالوا للصحيفة إن ثروة الحرس الثوري تقدر بمئات المليارات من الدولارات فيما يرى رجال أعمال أن الاستثمار الغربي في إيران لن يكون له مستقبل، ما لم يتم تحجيم دور الحرس الثوري في البلاد. من جهة أخرى، وصف الحزب الإسلامي الأفغاني في بيان فريد من نوعه إيران بأنها إسرائيل أخرى للأمة الإسلامية، مؤكدا أنه ليس من المبالغة في أن نؤكد أن طهران لا تقل خطورة على المسلمين من تل أبيب، إضافة إلى أنها تنمي وتدعم العنف الطائفي والمذهبي في المنطقة.