يعد عدد ساعات الصوم في دولة مثل روسيا، من بين الأعلى عالميا، وتصل في مدينة مثل سانت بطرسبيرج وهي العاصمة السابقة للبلاد قبل موسكو، إلى 21 ساعة، وهو ما يعني أن مسلميها يعودون للإمساك عن الطعام بعد 3 ساعات فقط من إفطارهم. ووفقا للمعادلة الرياضية، فإن المسلمين في روسيا، يمسكون عن الطعام لمدة 630 ساعة في شهر رمضان المبارك، مقابل 90 ساعة فقط، هي مجموع ما يمكن من خلاله تناول الطعام، وهو ما لا يتجاوز ال4 أيام فقط. "الوطن" خاضت تجربة الصوم في بطرسبيرج في بدايات شهر رمضان المبارك، وتشكل درجات الحرارة في المدينة التي تصل إلى 10 درجات مئوية، عاملا مساعدا على الصوم وخصوصا للقادمين من دول الشرق الأوسط التي تعيش درجات حرارة مرتفعة في مثل هذه الأيام من العام. بطرسبيرج التي تصل فيها نسبة المسلمين إلى نحو 20%، ويتحدر غالبيتهم من تترستان وباشكيريا وكازان، تعيش في هذه الأيام من كل عام ظاهرة الليالي البيضاء، حيث تظل سماء المدينة مشعة بالضوء حتى مع غروب الشمس غير المكتمل، لتعاود الشروق بعد 3 ساعات فقط. نائب رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا روشان عباسوف، تحدث إلى "الوطن" حول الطريقة التي يتبعها المسلمون في روسيا مع عدد ساعات الصوم الطويلة، وتحديدا من أصحاب الأعذار الطبية التي لا تسمح لهم حالتهم الصحية الصوم لفترة طويلة، قائلا "إن هناك فتاوى تجيز لأمثال هؤلاء أن يتناولوا طعام الإفطار بتوقيت مكةالمكرمة أو مع أقرب مدينة تغرب عنها الشمس". وأفاد عباسوف بأن عدد ساعات الصوم في روسيا لا يعد إشكالية كبرى بالنسبة إلى المسلمين الذين تصل نسبتهم إلى 18% بعموم روسيا ويشكلون 25 مليون من أصل عدد السكان الإجمالي البالغ 144 مليون نسمة، وأن الدستور الروسي يكفل لهم حق نشر الإسلام كما يكفل الحق ذاته لأصحاب الديانات الأخرى. ولفت نائب رئيس مجلس شورى المفتين بروسيا، إلى العلاقات القوية التي تربط المسلمين في روسيا مع المملكة العربية السعودية، مبينا أن النشاطات بين الجانبين كانت أكبر في بداية التسعينات ومن ثم خفت مع حالة الفتور السابقة بين الرياضوموسكو، موضحا أن حالة التقارب الحالية بين السعودية وروسيا ستكون مفيدة لتكثيف النشاطات الدينية بين البلد الإسلامي السعودية والمسلمين الروس.