سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إرهاب داعش يحصد 37 في تونس و3 بفرنسا مخاوف من تأثر السياحة التونسية ودخلها السنوي * هجوم يستهدف مصنعا جنوب شرقي فرنسا.. وهولاند والسبسي يتعهدان بمواجهة الإرهاب
أعرب الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والتونسي الباجي قائد السبسي أمس عن تضامنهما في مواجهة الإرهاب، بعد الاعتداءات التي وقعت في فرنساوتونس في اليوم نفسه كما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وعبر الرئيسان في اتصال هاتفي، عن تضامنهما في مواجهة الإرهاب وعزمهما مواصلة وتكثيف تعاونهما في مكافحة هذه الآفة. وقتل شخص بقطع الرأس أمس في فرنسا في هجوم على مصنع فيما قتل 37 شخصا على الأقل في إطلاق نار على فندق سياحي في سوسةبتونس. وأعرب هولاند لنظيره عن دعم فرنسالتونس في المحنة التي تشهدها. وجرى الاتصال الهاتفي قبيل بدء اجتماع مجلس مصغر للدفاع دعي إليه في الإليزيه ،لاستعراض آخر عناصر الاعتداء، الذي وقع في منطقة ليون (وسط- شرق) وبحث الوضع في تونس. ووصف الرئيس السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" في حين عدّته وزيرة السياحة سلمى الرقيق: كارثة، وضربة كبيرة للاقتصاد والسياحة. وقام طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنيكوف أمس بقتل 37 شخصا بينهم سياح أجانب في فندق بولاية سوسة على الساحل الشرقي التونسي، في اعتداء هو الأكثر دموية في التاريخ الحديث للبلاد التي تشهد تصاعد عنف مجموعات إرهابية مسلحة. وقال السبسي، من الفندق الذي تعرض للهجوم: أدركنا اليوم أن تونس تواجه حركة عالمية. لا يمكنها أن تواجهها وحدها. والدليل أنه في اليوم نفسه وفي الساعة نفسها استهدفت عمليتان مماثلتان فرنسا، والكويت. وأضاف: هذا يقيم الدليل على وجوب (وضع) استراتيجية شاملة (لمواجهة المتطرفين) وعلى ضرورة أن توحد كل الدول الديموقراطية حاليا جهودها ضد هذه الآفة. وأعلنت وزارة الصحة أن الهجوم الإرهابي أسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل 37 شخصا من تونسيين وسياح من جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية وإصابة 39 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وقال رفيق الشلي كاتب، وزير الدولة المكلف بالشؤون الأمنية في تونس، إن منفذ الهجوم شاب "غير معروف" لدى أجهزة الأمن، وهو طالب من جهة القيروان (وسط). وأوضح أنه دخل إلى الفندق عن طريق الشاطئ في زي مصطاف قادم للسباحة، وكان يحمل شمسية وسطها سلاح، وعندما وصل إلى الشاطئ استعمل السلاح وفتح النار في الشاطئ على النزل في المسبح والفندق، وعند مغادرته تم القضاء عليه، من قبل قوات الأمن. وفي وقت سابق أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي أن الهجوم الإرهابي، استهدف فندق "إمبريال مرحبا" في مدينة حمام سوسة وأن منفذه كان مسلحا برشاش كلاشنيكوف. وقال العروي إن، مهاجما أو أكثر، تسرّب من الجهة الخلفية للنزل، وقام بفتح النار على السياح وعلى مرتادي النزل الذين كانوا في المكان. وأضاف: تم القضاء على عنصر إرهابي. وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أن خمسة بريطانيين على الأقل هم بين القتلى. وقال إن عددهم قد يرتفع بعد التدقيق في هويات جميع القتلى. وأضاف في تصريح أدلى به بعيد خروجه من اجتماع لخلية أزمة في لندن: علينا أن نتوقع ارتفاع عدد القتلى والجرحى من البريطانيين. وكان وزير الخارجية الأيرلندي شارلي فلاناجان أعلن وجود قتيلة أيرلندية بين ضحايا الاعتداء. وأعلنت إيطاليا وإسبانيا رفع مستوى التحذير بعد الاعتداءات. إلى ذلك، قُتل شخص وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم مسلح يحمل بصمات داعش، استهدف مصنعا للغاز جنوب شرقي فرنسا، فيما وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بأنه "إرهابي"، مؤكدا اعتقال المنفذ، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع أي اعتداءات أخرى. ورجحت الشرطة الفرنسية وجود ارتباط بين المنفذين وبين تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها رأت أن طبيعة المتفجرات وطريقة التنفيذ غير الاحترافية تدل على أن المنفذين هم من المتعاطفين مع التنظيم وليسوا من عناصره. وقالت الشرطة إن الشخص الذي نفذ الهجوم، اقتحم مصنع الغاز بسيارته في منطقة سان كانتان فالافييه قرب مدينة ليون، وكان يرفع علم داعش، وقام بتفجير عدد من قوارير الغاز. وأضافت الشرطة أنه تم العثور على جثة مقطوعة الرأس قرب المصنع وبجانبها عبارات باللغة العربية. ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث يشارك في قمة أوروبية، الهجوم بالإرهابي، مبينا أن المنفذ كان يريد إحداث تفجير كبير بسبب قارورات الغاز التي كانت في سيارته. وأكد الرئيس الفرنسي توقيف منفذ الهجوم المعروف لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، ومواصلة التحقيق لمعرفة إن كان لديه شركاء آخرون، داعيا مجلس الدفاع إلى الاجتماع في قصر الإليزيه لتقييم التهديد الإرهابي الذي يواجه البلاد. وأضاف أن الحكومة اتخذت جميع التدابير اللازمة لحماية المواقع المهمة والاستراتيجية، ومنع أي اعتداء آخر. وقطع هولاند مشاركته في القمة الأوروبية ليعود إلى باريس، فيما أمر رئيس الوزراء مانويل فالس بالتعبئة الفورية واستنفار قوات حفظ النظام لتأمين المواقع الحساسة في فرنسا. بدوره، أكد وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، أن الشخص الموقوف الذي يشتبه بأنه منفذ الهجوم معروف لدى أجهزة الاستخبارات، ويسعى التحقيق الجاري إلى معرفة إن كان معه شريك، كاشفا أنه سبق أن تعرض للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية في باريس عام 2006. وقال إن المشتبه به يدعى ياسين الصالحي، وكان مرتبطا بالجماعات السلفية، وتم إطلاق سراحه سابقا، لعدم وجود أدلة بارتباطه بجماعات جهادية مسلحة. ويأتي الهجوم الإرهابي بعد يومين من مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون الاستخبارات الذي يتيح التنصت على اتصالات المشتبه بهم من دون مذكرات قضائية، كما يمنح الأجهزة الأمنية حرية أكبر في مراقبة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وهذا هو الهجوم الثاني الذي تتعرض له فرنسا في أقل من سنة، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" وأوقع 20 قتيلا قبل ستة أشهر. ودانت منظمة التعاون الإسلامي العملية الإرهابية، وأعرب أمين عام المنظمة، إياد أمين مدني، عن تضامن المنظمة التام مع شعب وحكومة تونس في التصدي للإرهاب الذي يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها السياسي والاقتصادي. وأكد مدني ضرورة تضافر الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الإرهاب التي تنامت في الفترة الأخيرة، وذلك بجميع أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، مجدداً موقف المنظمة المبدئي والثابت الذي يدين الإرهاب بأشكاله وصوره كافة.وأدانت كل من الأممالمتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، ومصر والأردن وألمانيا الهجمات في فرنساوتونس والكويت.