طالب متخصصون بضرورة وضع خطة عاجلة للاستفادة من الأعداد الكبيرة التي تُخرجها مدارس التعليم من الجنسين كل عام وتوجيهها للمعاهد الصناعية والكليات التقنية مبكرا للقضاء على البطالة في المملكة وشغل الفرص الوظيفية التي يوفرها القطاعان الخاص والعام وتسيطر عليها الأيدي الأجنبية غير المدربة وسط غياب اليد السعودية التي توجه مبكرا للتخصصات النظرية التي لم تعد لها أهمية في سوق العمل. من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور صلاح الشلهوب في حديثه إلى "الوطن": "التدريب التقني والمهني يجد اهتماما كبيرا في الدول الصناعية العظمى، خاصة منذ وقت مبكر لقياس اهتمامات وميول طلاب التعليم العام من الجنسين، فتنمية مهارات الطلاب منذ وقت مبكر تمكن الطالب من الإبداع في فترة الدراسة المتقدمة". وأضاف: "سوق العمل في المملكة بحاجة إلى طلاب تكون لديهم المهارات التقنية وما نراه لدينا للأسف من طلاب التعليم في مراحل مبكرة وتوجههم للمسار التقليدي ربما يعيق توظيفهم في قطاعات سوق العمل التقنية والمهنية في المستقبل". وأوضح الشلهوب أن معظم دول العالم تعمل على تغطية سوق العمل لديها من مواطنيها، وهذا توجه المملكة الآن والواضح من خلال سوق العمل أن هناك فجوة ما بين حجم حاجة سوق العمل للأيدي العاملة في مقابل وجود بطالة وعدم وجود فرص عمل مناسبة لكثير منهم، لذلك يجب أن يكون هناك عمل مبكر لمعرفة طبيعة وظائف سوق العمل ومن ضمنها التخصصات التقنية وأن تكون هناك مواءمة ما بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل وتوعية الشباب بأهمية معرفة المسار القادم لأن غالب الطلاب لا يوجد لديه الانطباع المبدئي للوظيفة". من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فهد العتيبي ل"الوطن" أن "هناك ارتفاعا واضحا في أعداد الراغبين في الالتحاق ببرامج التدريب التقني والمهني إلا أن المؤسسة تحاول قبول جميع تلك الأعداد وزيادة المعدل الطبيعي للطاقة الاستيعابية"، وقال "في ظل الإقبال المتزايد من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية على برامج التدريب التقني والمهني فإن المؤسسة تعمل وفق أقصى طاقتها الاستيعابية وتعمل في الوقت ذاته على التوسع من خلال تشغيل مشاريع جديدة لاستيعاب الأعداد المتقدمة على برامجها". وأضاف: "بالرغم من التحديات التي تواجهها المؤسسة في هذا الجانب إلا أنها عملت على زيادة الطاقة الاستيعابية للقبول في الكليات التقنية فزادت العام الماضي بنسبة حوالي 26% عن العام قبل الماضي 1434. كما أن خريجي برامج التدريب التقني يحظون باهتمام وإقبال جهات التوظيف على استقطابهم قبل تخرجهم".