مع الارتفاع التصاعدي لإنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الذي سجل أعلى مستوى له عند 31.33 مليون برميل يوميا في مايو الماضي منذ أغسطس آب 2012، رجح خبراء في مجال الطاقة ارتفاع وتيرة إنتاج واستهلاك النفط خلال الفترة المقبلة، مع توقعات بوصول سعر البرميل مع بداية العام المقبل مستوى ال80 دولارا، مستبعدين أن تعود الأسعار لما كانت عليه فوق المائة دولار. ووجه الخبراء أصابع الاتهام نحو إيران فيما يتعلق بهبوط أسعار النفط أخيرا، نظرا لامتهانها تجارة النفط المهرب، مؤكدين ل"الوطن" أن عودة إيران إلى سوق النفط الرسمي بعد توقيعها اتفاقا مع مجموعة "5+1" بخصوص المبادئ الأساسية إزاء برنامج طهران النووي، لن يؤثر على أسعار النفط إلا في حال رفعت من إنتاجها وأغرقت السوق عن الحصة المقررة. وتوقع الخبير النفطي الدكتور راشد أبانمي زيادة في الطلب على النفط خلال العام القادم، مبينا ل"الوطن" أن الارتفاع في الأسعار لن يعود كما كان عليه في السابق عند مستوى 115 دولارا للبرميل، مرجحا في الوقت ذاته أن تصل الأسعار إلى نحو 80 دولارا. وحول سياسة المملكة النفطية والتزاماتها الإنتاجية للبترول، أفاد الخبير النفطي أبانمي أن السياسة النفطية للمملكة عادة ما تؤكد على عدم التفريط في حصصها السوقية والمحافظة على إنتاجها بحدود 10 مليون برميل يوميا، مستبعدا أن تؤثر عودة إيران على السوق النفطي بعد اتفاق مجموعة 5+1. وقال أبانمي إنه من الممكن أن تستحوذ إيران على البعض من الحصص السوقية، لكن تحتاج إلى وقت لتصل إلى ما كان عليه إنتاجها في السابق، مؤكدا أن هذا لن يشكل ضغطا على المعروض لاسيما أن النفط الصخري الأميركي يشهد تذبذبا أخيرا بحكم الكلفة العالية في استخراجه. من جانبه، أبدى الخبير النفطي حجاج بوخضور تخوفه إزاء دخول إيران إلى السوق الرسمي للنفط وممارستها عملية إغراق في السوق نتيجة ضخ زيادة في الإنتاج ما يتسبب في إغراق السوق عن الحصة المقررة، مؤكدا أن الحظر المفروض على إيران تسبب في تجارة تهريب النفط ، لافتا إلى أن النفط المهرب يعد أحد أسباب تراجع النفط إذ إن السبب الرئيس وراء ذلك هو ما تقوم به إيران من بيع للنفط بأسعار أقل من أسعار السوق بنسبة كبيرة. وكانت وكالة الطاقة الدولية ذكرت في تقرير لها نشر نهاية الأسبوع الماضي أن الطلب العالمي على النفط سيقفز أكثر بكثير من المتوقع هذا العام في علامة جديدة على أن هبوط أسعار الخام يسهم في زيادة استهلاك الوقود. ورفعت الوكالة في تقريرها الشهري توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2015 بواقع 280 ألف برميل يوميا إلى 1.40 مليون برميل يوميا ليصل حجم الطلب هذا العام إلى نحو 94 مليون برميل يوميا. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو المعروض من المنتجين غير الأعضاء في "أوبك" هذا العام بواقع 195 ألف برميل يوميا إلى مليون برميل يوميا، وعزت ذلك إلى تعديل بالرفع للبيانات الأميركية وتراجع عمليات الإغلاق لإجراء أعمال صيانة في الصيف في مناطق أخرى. من جهتها رصدت شركة "بريتش بتروليم بي بي" أهم ثلاثة متغيرات شهدها العام الماضي في تقريرها الإحصائي السنوي الذي يعد أهم مرجع لقطاع النفط منذ ستينات القرن الماضي. وقالت الشركة إن أبرز أحداث العام هي تواصل طفرة إنتاج النفط الصخري وهبوط أسعار النفط وانخفاض انبعاثات الكربون على مستوى العالم التي تعد العدو الأول للبيئة وأحد أهم العوامل وراء التغير المناخي.