على الرغم من أن الشعراء الشباب الثلاثة الذين أحيوا أمسية شعرية بنادي أبها الأدبي مساء أول من أمس، حرصوا على نشر عبارات الحب والتفاؤل والحياة الجميلة، إلا أن الأجواء العربية المحيطة المشحونة بالتطرف والحروب حضرت في ثنايا الحروف. الضيف الأول الشاعر حيدر العبدالله "الفائز بلقب أمير الشعراء 2015"، أرسل رسالة واضحة للإرهابيين الذين يحاولون إرهاب الناس بالتفجير والقتل قال فيها: "أنا لن أخرج مني.. إنها أرضي أنا، أرضي على إيقاع نبضي، فصّلتْها الريح من وعيي وغمضي، حلُمي.. قمحي.. ومائي، حجري.. غيمي.. سمائي، وأساطيري، وسلواي ومَنّي أنا لن أخرجَ مني.. أيها الناشز عن غيري وعنّي.. أيها الفاشلُ في العزفِ، سأبقى وترًا يهتز بالمعنى، وأما دميَ الأحمرُ كالجوريِّ فالحنّاءُ للرملِ إذا اشتاقتْ يداهُ للتحنّي.." وفي السياق نفسه، كان الموقف الوطني الحازم حاضرا وبقوة لدى ضيف الأمسية الثاني الشاعر حسن الصميلي "أحد الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة في مسابقة أمير الشعراء"، إذ ألقى قصيدة غاصت بعمق فلسفي لافت في مفهوم الوطن والدفاع عنه، وهو ما ظهر في جميع القصائد التي ألقاها الصيملي في الأمسية، إذ تميزت نصوصه بنظرة فلسفية للحياة والحب. أما الشاعر الثالث مفرح الشقيقي "الذي عرف شاعرا وإعلاميا مميزا"، فقد تجلى في القصائد الوجدانية التي لامست قلوب الحاضرين، ممازجا بين الفرح والحزن الذي بدا واضحا في عيونه وهو يلقي قصيدة عن خاله الشاعر الشعبي المعروف "أحمد الصنيدلي" الذي توفي وهو يلقي دمه شعبية في إحدى المناسبات. وكانت الأمسية بإدارة الشاعر إبراهيم هجري، وشملت أربع جولات قرأ كل شاعر خلالها حوالى ست قصائد، أعادت للشعر حضوره كما قال معظم الحاضرين، ومنهم الكاتب صالح الديواني الذي أثنى على الأمسية، ولاحظ أن قصائد شعرائها "تأثرت بمفردات مرحلة ما بعد الربيع العربي". أما الشاعر إبراهيم طالع، فقال "هؤلاء الشباب علمونا الشعر من جديد هذه الليلة في نادي أبها الأدبي". بدوره تساءل الناقد اليمني الدكتور عبدالحميد الحسامي "هل يستطيع الشعر أن ينتزعنا ببهائه من وجع غائر في الروح؟". الكاتب إبراهيم مضواح وجه للشعراء أمنية، قائلا "أرجوكم لا تصمتوا.. لكي لا نرجع إلى مواجعنا".