رحم الله الشاعر عبدالله الزمزمي الذي عرف بزهده في الأضواء وبعده عن المحافل الثقافية، ما جعل شعره بعيداً عن عناية النقاد وأيدي القراء، إلى جانب عدم عنايته بما يكتبه من قصائد، إلا أن صديقه الأديب إبراهيم مضواح قدم ضرباً من الوفاء قل أن يكون بين الأصدقاء، فقد جمع كل ما خطه الشاعر الراحل الزمزمي من شعر لم يكتب له الحفظ فتابع ما نشرته له الصحف من قصائد ومقطوعات وما توافر بأيدي قرائه ومحبيه من شعره، إضافة إلى ديوانيه السابقين «مواجع قلب« و«هذا أنا» وأخرجه في ديوان كامل بعنوان «المجموعة الشعرية الكاملة.. للشاعر الراحل عبدالله الزمزمي» وذلك عن نادي الباحة الأدبي معلقاً على بعض القصائد التي تحتاج إلى تعليق ومشيراً إلى الفروق والزيادات في بعضها مضيفاً إليها نماذج مصورة لمخطوطات بعض القصائد. وقد استهل مضواح هذا الديوان بمقدمة باذخة عن صديقه الشاعر عبدالله الزمزمي موضحاً فيها حياته العلمية والعملية وظروفه المرضية التي صبغت شعره بالشكوى والغربة وتأثره بالشاعرين عمر أبو ريشة ونزار قباني وحصوله على جائزة أبها للثقافة عام 1413ه)، ورحل عن دنيانا عام (1427ه) عن ثلاث وأربعين سنة. والمتأمل في شعر الزمزمي يجده كثير الاعتداد بشعره، فتجده يقول: إن يكن معظم القصيد ثغاء في زماني فلي صهيل الجياد أما الشكوى والمعاناة والغربة التي باتت ملمحاً واضحاً في شعره، وغمرت بعض قصائده: لولا المعاناة لم تسمع على شفتي هذا القصيد الذي أجريته نغما لكنني حين أشدو يمتطي قلمي حنين قلبي فيجري الدمع منسجما حسب القصيدة مني صدق عاطفتي فلو جرت فوق أعتى الصخر لانحطما