في وقت أكد فيه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام على أهلية الجيش لتنفيذ مهماته الأمنية وحماية لبنان من التحديات التي تواجهه، عاد السجال من جديد حول دخول الجيش جرود عرسال، في ظل سعي حزب الله إلى توريطه في حربه إلى جانب النظامين السوري والإيراني في القلمون، فضلا عن مخاوف الأهالي من الأخبار الأخيرة التي روج لها إعلام حزب الله باحتمال اقتحام المسلحين الجرود، الذي تبين لاحقا أنه غطاء إعلامي لهزائمه في القلمون بين جبهة النصرة وتنظيم "داعش". وكان سلام أكد خلال مؤتمر صحفي عقده داخل غرفة العمليات في وزارة الدفاع في اليرزة، أن الخطط الأمنية التي اتبعتها الحكومة على كافة الأراضي اللبنانية، أدت إلى تحقيق الأمن والأستقرار والقضاء على الفتنة وإزالة كل بؤرها، مشيرا إلى أن العدو الذي أخذ شكلا إرهابيا كان يعمل على زرع الفتنة بين مختلف أبناء الوطن. في غضون ذلك، تباينت آراء محللين سياسيين حول الأوضاع في عرسال، حيث يرى الكاتب والباحث في الجماعات الإسلامية فداء عيتاني أن "هناك قرارا دوليا بإبقاء ستاتيكو هادئا معينا في لبنان، الذي بكل أسف يشهد حاليا شد وجذب بين كل من إيران والولايات المتحدة ، إذ تسعى الأولى إلى الاستيلاء على لبنان، فيما يراه الأميركان محطة أرضية مساندة لهم في الحرب الدائرة في سورية والعراق. بمعنى آخر تحول لبنان اليوم إلى نقطة نزاع باردة، أما دخول تنظيم داعش إليه من عدمه فمرتبط بإرادات دولية وليس رغبة التنظيم نفسه". ولفت عيتاني إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يتعمد استخدام تنظيم داعش في دعاية حربية متقنة وكذبة كبيرة لها علاقة بالتعبئة الشعبية وتحريض الشارع اللبناني بمختلف طوائفه تحت عنوان "الحرب على التكفيريين". ومن جانبه، قال المدير العام لمعهد المشرق للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر في تصريحات إلى "الوطن"، إن "لبنان غير بعيد عن نيران داعش، رغم أن الجيش اللبناني نجح في عزل عرسال أمنيا عما يحدث في الجرود والحرب الدائرة في بعض بلدان الشرق الأوسط ، ويمكن حماية لبنان من خلال إعلان الحياد والعودة إلى طاولة الحوار والإقرار بمشروعية الدولة ورفض أي سلاح مذهبي غير شرعي، لأن السلاح المذهبي يستدعي آخر مثله، كما حدث في العراق.