كشفت مصادر يمنية حجم العزلة التي بات يعانيها المخلوع علي عبدالله صالح، ومن لا زالوا يوالونه في حزب المؤتمر الشعبي العام، مشيرة إلى أنه رغم ادعائهم التمثيل الشرعي للحزب، وتمسكهم بمواقعهم التي ظلوا يشغلونها فيه لسنوات طويلة، إلا أن تطورات الأحداث خلال الفترة الماضية تؤكد أن الزمن تجاوزهم، وأنهم باتوا في دائرة النسيان والتهميش. وتزايد الشعور بالتجاهل بعد أن تم تحديد موعد مشاورات جنيف يوم الأحد المقبل، حيث وجهت الأممالمتحدة الدعوة إلى الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، والمتمردين الحوثيين. حيث بدأ المخلوع يرسل إشارات متعددة، كمن يريد تنبيه الآخرين إلى أنه ما زال موجودا على المشهد السياسي. وبعد التجاهل الذي لقيه المخلوع فيما يتعلق بمؤتمر جنيف، حيث لم توجه إليه دعوة رسمية، لجأ إلى الإعلان عن ترحيبه بالمحادثات، وقال في بيان على موقع الحزب إنه "يرحب بالمشاورات التي ستعقد دون أي شروط مسبقة، برعاية الأممالمتحدة". ولم ينس البيان أن يذكر أن الحزب "لم يتلق دعوة رسمية حتى الآن للمشاركة في المحادثات، وبالتالي لم يقرر بعد من سيمثله فيها". مشيرا إلى أن "بعض التفاصيل ما زالت محل بحث وتشاور مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ بما يكفل التهيئة لإنجاح اللقاء التشاوري". وفسر مراقبون هذا الإصرار من قبل المخلوع بأنه يعكس حالة عدم الثقة التي يشعر بها تجاه شريكه الحوثي، وقال المحلل السياسي سمير منصور إن كلا من الحوثي وصالح لا يشعران بالثقة لبعضهما بعضا، فالأول يريد أن يشارك في جنيف منفردا للحصول على أكبر قدر من المكاسب، فيما يريد الثاني تحقيق مصالحه الخاصة، لذلك اتحدا، رغم التباين الواضح في مواقفهم، والعداوة المتأصلة في النفوس التي ظللت علاقتهم في الفترة السابقة، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "صالح بات يستجدي المجتمع الدولي للتكرم عليه ولول بدور صغير، لذلك يعلن تأييده لمؤتمر جنيف، رغم أنه لم يدع للمشاركة. كما أنه يشعر بقلق شديد من مشاركة حليفه الحوثي وحيدا، لأنه لا يأمن له، ولم يكن يوما على وفاق تام معه، حتى في الأوقات التي كانت العدائيات تتناقص بين الجانبين، لم يكن صالح يريد سوى استخدام الجماعة لمواجهة أعدائه، تارة ضد السلفيين، وتارة ضد تنظيم القاعدة. لذلك فإن تحالفهما الحالي ضد الوطن بأكمله لا يعني أن الجانبين يأمنان لبعضهما بعضا، فصالح يريد من الجماعة المتمردة أن تحرق الوطن، لذلك أمدها بالمقاتلين والسلاح الذي استولى عليه من مخازن الجيش، ودفع ثمنه الشعب اليمني من عرقه، وهو لا يريد سوى الانتقام من الشعب الذي رفض عودته إلى كرسي الحكم من جديد، ورفض كذلك تنصيب نجله صالح".