في تأكيد لتزايد الخلافات بين المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، راجت أمس أنباء مؤكدة تشير إلى أن الحوثيين أرسلوا تعميما لعملائهم في منافذ البلاد كافة بمنع خروج المخلوع، أو أي من أفراد أسرته، أو الدائرة اللصيقة به. وتفتيش جميع المركبات المغادرة لليمن للتأكد من عدم وجود أحدهم على متنها. وأشارت مصادر إلى أن معلومات وصلت لقيادة الحوثيين مفادها بأن المخلوع شرع في ترتيب لخروج وشيك لأفراد عائلته، عبر إحدى دول الجوار، تمهيدا لخروجه من البلاد بشكل نهائي، وأن الحوثيين عدوا تلك الخطوة بمثابة فك ارتباط رسمي بين الطرفين. لذلك شددت على منع خروج صالح من البلاد. وأشارت وثيقة سرية من جماعة الحوثي عبر اللجنة الأمنية تدعو فيها كل المنافذ ونقاط التفتيش، وجميع خطوط السير واللجان التابعة لها، داخل الأراضي اليمنية لتفتيش جميع مركبات النقل العامة والخاصة، وأن جميع المركبات التي تحمل على متنها العائلات العابرة لا بد من تفتيشها بدقة، ومعرفة كل من بداخلها من نساء ورجال وأطفال وشيوخ، ودعت جميع عناصرها إلى اتخاذ الحذر والحيطة، ومراقبة جميع أبناء وأعوان وأقارب المخلوع. وأشارت مصادر بالمقاومة الشعبية إلى أن هذه الوثيقة تؤكد وجود صدع كبير وانعدام الثقة بين الجانبين، مؤكدة أن تحالفهما لم يبن في الأساس على حق، بل على باطل، وأن هذا هو مصير كل من يتآمر ضد مصالح وطنه، ويقدم مصالحه الشخصية عليه. وقال المحلل السياسي سمير منصور إن تحالف الحوثي وصالح هو في الأساس تحالف النقيضين، مشيرا إلى أن كل منهما لا يريد سوى تحقيق مصالحه الخاصة، لذلك اتحدوا رغم التباين الواضح في مواقفهم، والعداوة المتأصلة في النفوس التي ظللت علاقتهم في الفترة السابقة، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن": "صالح دخل في ست حروب مع جماعة الحوثيين، ولم يكن يوما على وفاق تام معها، حتى في الأوقات التي كانت العدائيات تتناقص بين الجانبين، لم يكن صالح يريد سوى استخدام الجماعة لمواجهة أعدائه، تارة ضد السلفيين، وتارة ضد تنظيم القاعدة. لذلك فإن تحالفهما الحالي ضد الوطن بأكمله لا يعني أن الجانبين يأمنان لبعضهما البعض، فصالح يريد من الجماعة المتمردة أن تحرق الوطن، لذلك أمدها بالمقاتلين والسلاح الذي استولى عليه من مخازن الجيش، ودفع ثمنه الشعب اليمني من عرقه، وهو لا يريد سوى الانتقام من الشعب الذي رفض عودته إلى كرسي الحكم من جديد، ورفض كذلك تنصيب نجله". وأضاف منصور "الحوثيون بدورهم يدركون أن المخلوع هو أول أعدائهم وأكبرهم، ولكنهم كانوا في حاجة إلى السلاح الذي يحتفظ به، وإلى المقاتلين الذين ما زالوا يأتمرون بأمره، لذلك أظهروا الخضوع له، ورضوا بالتنسيق معه، لكن المرارات التي ذاقوها في الحروب الست ما زالت عالقة بذاكرتهم، وهم ينتظرون الانتهاء من خصومهم الحاليين، حتى ينقضوا على المخلوع. لذلك ليس غريبا أن يشعر كلاهما بعدم الأمان للآخر". واختتم منصور بالقول "هذا هو تحالف الشر الذي بني على الخيانة، لذلك فإن كلا الطرفين يتخوفان من أن يكون الطرف الآخر هو البادئ بالخيانة، فصالح بالأمس القريب رفض مد يد العون للحوثيين في صعدة، واشترط عودة زعيمهم عبدالملك من طهران، وها هم أي الحوثيين اليوم يأمرون أتباعهم بعدم السماح لصالح وعائلته بمغادرة البلاد".