لم تنجح الحكومات الإسرائيلية بتهويد مدينة القدسالشرقية، على الرغم من مرور 48 عاما على احتلالها، غير أنها تمكنت من جعل حياة الفلسطينيين في المدينة أشبه ما تكون بالمستحيلة. فالفلسطينيون يشكلون نحو 38% من عدد السكان في القدس، بشطريها الشرقي والغربي، رغم أن الاحتلال حاول بكل الأساليب جعل نسبة المقدسيين 12% فقط من مجموع السكان، ومع ذلك نجحت الحكومات الإسرائيلية في إجبار نحو 100 ألف على الانتقال للسكن في مناطق يعزلها جدار الفصل العنصري عن مدينة القدس. وفي مثل هذه الأيام من عام 1967 احتلت إسرائيل المدينة المقدسة، والضفة الغربية، وقطاع غزة لتطبق احتلالها على فلسطين التاريخية كاملة. ويقول المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى إنه في عام 2014 بلغت نسبة الأشخاص المقدسيين تحت خط الفقر 75% من مجمل الفلسطينيين. وما بين عام 2000 - 2012 ارتفع عدد المستوطنين في القدسالشرقية بنحو 20%، ليصبح 197.365 في 2012، بعد أن كان 164.188 في 2000. وقال المركز إن الاحتلال زاد من عدد البؤر الاستيطانية في القدس القديمة وفي الأحياء المقدسية المحيطة بالمسجد الأقصى، مثل بلدة سلوان وجبل الطور ورأس العامود، إضافة إلى حي الشيخ جراح. وبنى جدار الفصل العنصري بطول 168 كلم حتى الآن، وعزل بذلك نحو 100 ألف مقدسي عن مدينتهم، في حين ضم إلى حدودها مساحة 164 كيلومترا مربعا. ولفت المركز إلى أن الاحتلال نفذ حفريات متواصلة منذ احتلالها عام 1967، لم تتوقف دقيقة واحدة، أسفل وحول محيط المسجد الأقصى، حيث بلغ عدد الحفريات 47 حفرية، منها 25 حفرية في الجهة الغربية، و17 حفرية في الجهة الجنوبية، وخمس حفريات في الجهة الشمالية. وتشير الإحصاءات إلى أن مجموع طول الأنفاق التي حفرها الاحتلال أسفل وفي محيط المسجد الأقصى بلغ نحو ثلاثة كيلومترات. أما أطول وأخطر هذه الحفريات والأنفاق، هو النفق الممتد أسفل الأقصى من أسفل باب المغاربة، متجها شمالا أسفل الجدار الشمالي للأقصى بطول 580 مترا. والنفق اليبوسي الذي يمر من وسط بلدة سلوان باتجاه الشمال، وينتهي أسفل باب المغاربة بطول 700 متر. وذكر المركز أن الاحتلال بنى حول الأقصى 100 كنيس ومدرسة دينية تستخدم كلها ككنس يهودية.