ما زالت ميليشيات الحوثي متمسكة برفضها الإذعان للشرعية الدستورية والدولية، المتمثلة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والذي تضمن المطالبة بالإفراج عن وزير الدفاع اليمني في حكومة خالد بحاح، اللواء محمود الصبيحي الذي اعتقلته الميليشيات الحوثية في أول يوم للمواجهات التي خاضوها على مشارف مدينة عدن، برفقة كل من العميد الركن فيصل رجب، واللواء ناصر منصور، شقيق الرئيس هادي. والتقى ممثلون عن أسرة الصبيحي المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، وفريق عمله في مقر إقامتهم بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك لنقاش المستجدات المتعلقة بقضية اختطاف الوزير من قبل الميليشيات الحوثية، وسبل الضغط عليها. وقالت أسرة الصبيحي إنها لا تعرف شيئا عن مصيره، وإن الحوثيين يرفضون مطالبهم بإجراء أي نوع من أنواع التواصل معه للاطمئنان عليه. وأضافت إن هذا الرفض يشعرهم بكثير من القلق حول مصير الرجل. وقال عبدالوالي الصبيحي، النجل الأكبر للوزير، إنه طالب في اللقاء نائب المبعوث الأممي ولد الشيخ، بضرورة أن تتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها تجاه هذه القضية. محملا إياها المسؤولية عن حياة والده. بدوره أكد المتحدث باسم تحالف قبائل الصبيحة، الصحفي أنيس منصور، أنهم طالبوا المبعوث الدولي والأممالمتحدة بممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين للإفراج عن اللواء الصبيحي، وتطبيق القرار الأممي رقم 2216. وأبدت عائلة الصبيحي مخاوفها من أن يكون مصيره مشابها لمصير كثير ممن اعتقلتهم الميليشيات وتضعهم بعد ذلك في أماكن مستهدفة من قبل التحالف، واتخاذهم دروعا بشرية. محملين كلا من الأممالمتحدة وجماعة الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياته وكل الأسرى لدى الميليشيات المتمردة. لكن صحفيا مقربا من الحوثيين أكد أن الجماعة تحرص على حياة وسلامة الوزير، وقال الصحفي حسن الجلال إن اللواء الصبيحي محتجز "للحفاظ على سلامته وأمنه، وإن الجماعة لا تنوي محاكمته، وقد يطلق سراحه عقب انتهاء الأحداث التي تشهدها البلاد". وكانت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بثت في الخامس والعشرين من شهر مارس الماضي تصريحا للمتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، يتحدث فيه عن اعتقالهم الصبيحي ونقله إلى صنعاء. كما بثت القناة تسجيلا مصورا للواء ناصر منصور، شقيق الرئيس هادي، وبدا واضحا خلاله أن الصبيحي في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج الجنوبية، وكذلك قائد اللواء 119، العميد الركن فيصل رجب، في أول يوم للمواجهات العسكرية التي دارت على مشارف مدينة عدن بين الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للشرعية. وتم احتجاز الرجلين بشكل موقت في قاعدة العند الجوية العسكرية، قبل أن يتم نقلهما إلى صنعاء في وقت لاحق. فيما قالت مصادر إعلامية بصنعاء أن اللواء الصبيحي وفور وصوله صنعاء، تم نقله إلى صعدة، حيث معقل زعيم المتمردين الحوثيين. وأن الأمر ذاته حدث لشقيق الرئيس هادي، اللواء ناصر منصور، الذي تم أسره أيضا في محافظة لحج. وكانت أنباء سرت في أبريل الماضي بأن الحوثيين أفرجوا عن اللواء الصبيحي، وذلك بعد الإعلان عن انتهاء عمليات عاصفة الحزم، غير أنه سرعان ما انكشف أن تلك الأنباء غير صحيحة.