يسطّر قادة المقاومة الشعبية نماذج رائعة في التضحية والبطولة، ويضربون المثل في ذلك، مقابل تخفي قادة الانقلاب في الكهوف، وتوريط الميليشيات للقتال بديلاً عنهم. وفي كل يوم يخسر قادة المقاومة في مختلف جبهات اليمن أحد أبنائهم أو أقاربهم في سبيل الهدف الذي قرروا، مع غالبية أبناء الشعب، التضحية لأجله، وكان آخر تلك التضحيات التي ذاع صيتها في اليمن، استشهاد نجل قائد المقاومة الشعبية في تعز، حمود سعيد المخلافي. وقبلها فقد قائد المقاومة الشعبية في الجوف، الشيخ حسن أبكر، اثنين من أبناء أخيه، وقدم الشيخ عبدالواحد الدعام في محافظة إب نجله نبيل، واستشهد أحد أقارب محافظ محافظة مأرب، سلطان العرادة، وهو يقف في وجه الميليشيات الانقلابية، ويدافع عن الأرض والعرض. وتلقى هذه البطولات والتضحيات إشادات واسعة من قبل غالبية اليمنيين، فيما يتساءلون عن تضحيات قادة الانقلاب، الممثلين في الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وعبدالملك الحوثي، الذين يختبئون مع أهاليهم في أماكن آمنة بعيدة عن المواجهات، ويزجون بموالين لهم في القتال. وكتب الناشط اليمني زكريا الربع تعليقاً مقتضباً لخص فيه هذه المفارقة قائلاً "هناك من يضحون بأولادهم من أجل الوطن، وهناك من يضحي بالوطن من أجل ابنه، في إشارة منه إلى الشيخ المخلافي الذي دفع بابنه الدكتور أسامة للقتال خدمة للوطن، فيما أحرق الرئيس المخلوع البلاد خدمة لابنه الذي يسعى لتنصيبه رئيساً بعده. وكان النجل الأكبر للشيخ المخلافي، الدكتور أسامة، قد استشهد بعد أن تعرض لإصابة في الرأس في المواجهات بإحدى جبهة الدفاع عن مدينة تعز، في منطقة الحرير، بشارع الأربعين، وأسعف على إثرها إلى مستشفى الروضة، ثم أصر بعدها على العودة من جديد إلى المعركة، للدفاع عن مدينته، التي تستمر الميليشيات في محاولتها إخضاعها لحكمها، واستمرت المواجهات بشراسة مع تلك الميليشيات لتخترق رصاصة قلبه وتصعد روحه إلى بارئها، شهيداً صامداً، وثابتاً. بدوره، كتب الصحفي محمد الشبيري معلقاً على هذه النماذج من التضحية قائلاً "قدّم محافظ مأرب، الشيخ سلطان العرادة، ابن عمه، محمد الذي كان أحد أقرب المقرّبين إليه، شهيداً دفاعاً عن مأرب الحضارة، وقدّم المخلافي فلذة كبده لأجل تعز، لله دركما من رجلين، ولشهيديكما وكل شهداء المقاومة الشعبية الرحمة وفسيح الجنان، موجوعون نعم، لكنها ضريبة الانتصار بإذن الله تعالى، على قوى الشر والعدوان والهمجيّة". وكان آخر ما كتبه الشهيد أسامة حمود المخلافي في صفحته على موقع فيسبوك وصية جاء فيها "تحية إجلال وعزة وفخر للمقاومة الشعبية في محافظة تعز خصوصا، وفي اليمن بشكل عام. أيها الرجال الأحرار، وصيتي إليكم أن تقاتلوا المعتدين بشراسة، وأن تضربوا أعناقهم، وتجعلوا تعز مقبرة لهم، وأنتم منصورون بإذن الله، لأن قضيتكم عادلة، وهدفكم صادق، فأنتم تدافعون عن أنفسكم وعن عزتكم وكرامتكم، لهذا لا بد أن نختار طريقة موتنا، لأنها الفرصة الوحيدة التي لا تتكرر، فاغتنموها وموتوا وأنتم شامخون شموخ الجبال. رفع الله قدركم والنصر قريب. الله أكبر ولله الحمد، عاشت المقاومة حرة أبية والذل والعار للمعتدين والخونة".