باتت غالبية معسكرات الجيش اليمني تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية منذ مطلع مارس الماضي، ما دفع منسوبي مؤسسة الجيش على البقاء في منازلهم، بعد أن منحهم المتمردون "إجازة مفتوحة"، لكي يتسنى لهم نهب مخازنها واستخدامها بكل حرية في تدريب مسلحيهم الذين يخوضون معارك ضد الشرعية في مناطق يمنية مختلفة. وقال مصدر عسكري، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح خاص إلى "الوطن" إن مقار ألوية الجيش باتت تخلو من أبناء القوات المسلحة، من ضباط وصف ضباط وأفراد، بعد أن طلبت منهم السلطات الانقلابية البقاء في منازلهم، وكان ذلك قبل بدء عملية عاصفة الحزم. وأضاف "حاول بعض الضباط والأفراد العودة إلى معسكراتهم لمزاولة أعمالهم فيها، لكنهم فوجئوا بأن ميليشيات الحوثي فرضت عليها حراسات من مسلحيهم منعتهم من الدخول إليها إطلاقا". وأكد المصدر عدم وجود ضحايا من أبناء الجيش جراء استهداف قوات التحالف لتلك المعسكرات، عدا أرقام قليلة لا تذكر من الضباط الذين كانوا يوالون للانقلاب، فيما غالبية الذين قتلوا داخل المعسكرات هم من المسلحين الحوثيين، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وعما إذا كانوا يتسلمون رواتبهم الشهرية من الإدارات المالية في تلك المعسكرات كما كان معهود سابقا، أضاف المصدر "سلطات الانقلاب أوجدت آلية جديدة، حتى لا تسمح لنا بمجرد الدخول ومعرفة ما يحدث في داخل المعسكرات من عبث، حيث دفعت رواتبنا إلى مكاتب البريد المنتشرة في المدن الرئيسة، وتسلمناها منها بدلا من دخول المعسكرات". وأورد المصدر، الذي يتولى منصبا رفيعا في وزارة الدفاع اليمنية، بعض من المعسكرات التي تحتلها الميليشيات دون أي وجود لمنسوبي الجيش الأصليين، ومن تلك المعسكرات، معسكر الصباحة غرب العاصمة، الذي توجد فيه عدد من ألوية القوات الخاصة، وهي ألوية النخبة في الجيش اليمني، إضافة إلى معسكر الحفا، شرق العاصمة، ومعسكر الاستقبال شمال العاصمة، علاوة على كل القواعد الجوية داخل صنعاء. وأكد صحة ما أورده المصدر، تقرير حديث أصدره مركز أبعاد للدراسات والبحوث، حيث يشير التقرير إلى أن ثلثي أفراد الجيش غادروا المعسكرات إلى منازلهم بعد الانقلاب، وأن حوالي 40% فقط من قوات ما كان يعرف بالحرس الجمهوري ما زالت تنفذ أوامر قيادات عسكرية تابعة لصالح والحوثي في التوجه لشن حروبها على المحافظات. وتنفي هذه الحقيقة المذكورة، زيف ادعاءات الحوثي وصالح من أن قوات التحالف التي نفذت عملية عسكرية في اليمن دمرت البنية التحتية للمؤسسة العسكرية، ويقول مراقبون إن المؤسسة العسكرية بمحتوياتها كانت أُسقطت بأيدي الانقلابيين، ولم يعد للشعب فيها نصيب، بعد أن استولوا عليها وطردوا منها منسوبيها الذين مضت على خدمتهم فيها عشرات السنوات. ويشير المراقبون إلى أن خسارة أبناء الشعب اليمني في بقاء أسلحة الجيش ومعسكراته ووحداته المختلفة تحت سيطرة الانقلابيين هي أكثر بكثير من خسائره جراء تدمير طائرات التحالف لها، حيث إن الخيار الأول لو كان ظل قائما لعادت تلك الأسلحة والرصاصات إلى صدور اليمنيين، لكن عملية عاصفة الحزم، وما تلاها من عملية إعادة الأمل أنهت ذلك الخطر وأفشلت طموح الانقلابي الحوثي وصالح إلى الأبد.