اندلع مجددا سجال عربي آخر حول الجوائز الأدبية، ودار هذه المرة عن جائزة كتارا القطرية للرواية العربية، التي أعلنت أسماء الفائزين بها مساء الأربعاء. وتباينت آراء متناثرة بين المثقفين العرب، وكان لافتا وصف بعضهم للجائزة بأنها "جائزة أرامل البوكر"، في إشارة إلى عدم فوز الروائي الجزائري واسيني الأعرج بالبوكر رغم ترشحه لقائمتها الطويلة أكثر من مرة، هو والمصري إبراهيم عبدالمجيد والسوداني أمير تاج السر. وبينما اتهم عدد من المثقفين المصريين الجائزة بأنها مسيسة ومنهم وزير الثقافة السابق الدكتور جابر عصفور، الذي ذكر في تصريحات صحفية: شخصيا أرى مشروع كتارا "غير بريء"، لكن لا ألزم غيري بموقفي، وعلينا أن نكون ديموقراطيين. وقال الروائى المصري عبده جبير: لست مهتما بأية جائزة في العالم العربي، وأرى أنها مجرد ارتزاق، ولا تعبر على الإطلاق عن أية قيمة من أي نوع، خصوصا الجوائز التي تقدمها الحكومات ووزارات الثقافة الرسمية، واصفا الجو العام في الحياة الثقافية العربية بأنه مليء بالمغامرات الصغيرة التافهة، وهذا ما جعلني أنسحب وأعود للريف المصري بنقاوته بعيدا عن جو الثقافة الملوث. فيما علق الكاتب السعودي الدكتور مبارك الخالدي في صفحته بالفيسبوك قائلا: لن تسلم أي جائزة من تهمة من أي نوع.. وجائزة (كتارا) لن تكون الأخيرة. وعلق الخالدي على الاتهامات بقوله: هل اتهامات اإخوة في مصر للجائزة بأنها مسيسة بريئة ونظيفة من (رجس) السياسة وغير متأثرة بالأوضاع السياسية في الداخل والمنطقة العربية؟.. أقول لا.. الجميع في فلك السياسة يسبحون. وكان الأعرج سجل اسمه أول روائي ينال جائزة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات المنشورة الفائزة بجوائز كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى، عن روايته مملكة الفراشة، وقيمتها 200 ألف دولار أميركي في مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي، وفق ما أعلنته أول من أمس المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" في قطر. وانضم إلى جانب الأعرج أربعة روائيين حازوا جوائز الروايات المنشورة الخمس، وهم المصري إبراهيم عبدالمجيد عن رواية أداجيو، وأمير تاج السر من السودان عن رواية 366، ومنيرة سوار من البحرين عن رواية جارية، وناصرة السعدون من العراق عن رواية دوامة الرحيل. كما أعلنت أسماء الفائزين في فرع الروايات غير المنشورة وحازها الروائي جلال برجس من الأردن عن رواية "أفاعي النار- حكاية العاشق علي بن محمود القصاد"، وعبدالجليل التهامي من المغرب عن رواية امرأة في الظل، وميسلون هادي من العراق عن رواية العرش والجدول، وزكرياء أبو مارية من المغرب عن رواية مزامير الرحيل والعودة، وسامح الجباس من مصر عن رواية حبل قديم وعقدة مشدودة. ومنحت جائزة أخرى عن فئة الدراما للرواية غير المنشورة قيمتها 100 ألف دولار، وفازت بها رواية حبل قديم وعقدة مشدودة للروائي المصري سامح الجباس. وتشمل جائزة كتارا للرواية العربية إضافة إلى مبالغها المادية، طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر وترجمة الروايات إلى خمس لغات هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية. إلى ذلك، قال المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" الدكتور خالد السليطي: كتارا أحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة دشنت هذه الجائزة بعد أن كانت مجرد فكرة لتصبح صرحا لنشر الرواية العربية المتميزة، واليوم تحول هذا الطموح إلى حقيقة، بل إن كتارا أضحت محطة بارزة في عالم الرواية العربية، من خلال هذا المشروع العربي الريادي، الذي يجمع بين الرواية والترجمة والدراما، ليتحقق بذلك التواصل بين ثقافات العالم وهو أحد الأهداف التي تسعى إليها كتارا. ودافع المشرف العام على الجائزة خالد السيد، خلال كلمته في حفل الجائزة قائلا: التزمت جائزة كتارا للرواية العربية منذ اليوم الأول لإنشائها بقيم الاستقلالية والشفافية والنزاهة، إضافة إلى الترجمة والنشر والتسويق للروايات غير المنشورة، وتحويل الرواية الصالحة فنيا إلى عمل درامي مميز، وموعدنا السنة المقبلة لنرى سويا هذه الإنجازات واقعا ملموسا، ولتحكموا بأنفسكم على ما التزمت به الجائزة نحو تعزيز الإبداع الروائي العربي، ومواكبة الحركة الأدبية والثقافية العالمية، مشيرا إلى أن الجائزة شكلت منذ الإعلان عنها صفحة مشرقة، بل منصة جديدة في عالم الرواية العربية لتأخذ بها نحو آفاق رحبة، حيث باتت الثقافة صناعة، فكانت الاستجابة منقطعة النظير من الروائيين العرب على اختلاف مدارسهم الأدبية وأساليبهم الابداعية، معلنا عن جائزة جديدة للبحث والنقد والتحليل للرواية العربية، تهدف إلى تطوير الرواية العربية وتوسيع مداها، إلى جانب الفئتين الأولى والثانية للجائزة.