سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معاقبة صعدة تبدأ ب17 قياديا حوثيا خططوا لمهاجمة المدن السعودية 130 طلعة جوية نفذها التحالف ضد 100 هدف * الميليشيات منعت المدنيين من المغادرة *لا اعتداءات جديدة في نجران وجازان
عبر 130 طلعة جوية نفذت خلال ال24 ساعة الماضية، بدأت القوات المسلحة السعودية بإسناد من قوات التحالف العربي، بمعاقبة المتمردين الحوثيين في صعدة ومران والبقع وعلب، المسؤولين عن الاعتداءات التي طالت مدينتي نجران وجازان الأسبوع الماضي. وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري في مؤتمر صحفي عقده بمطار قاعدة الرياض الجوية أمس، أن الطلعات الجوية ضربت 100 هدف على الأرض في كامل صعدة، وطالت أكثر من 17 قياديا حوثيا ثبت بأنهم من خططوا للاعتداءات على المدن الجنوبية للسعودية. وطبقا لعسيري، فإن النداءات التي وجهتها قيادة قوات التحالف لإخلاء صعدة من السكان المدنيين، قابلتها عملية منع الحوثيين لهم من مغادرة المنطقة، وذلك بإقامة تلك الميليشيا لنقاط تفتيش وتحكمها بمحطات الوقود، مؤكدا أن التحالف ينادي للمرة الثانية بضرورة مغادرة المدنيين لصعدة، محملا إياهم مسؤولية مواجهة ذلك التعنت الحوثي الرامي لاستخدامهم دروعا بشرية، فيما دعا القبائل للتحرك تجاه ذلك الوضع ومساعدة المدنيين لتمكينهم من المغادرة. ونتيجة للعمليات البرية التي نفذتها مدفعية الميدان المتمركزة على الحدود، واستهدافها لعمق صعدة، فإن ال24 ساعة الماضية لم تسجل أي اعتداءات على قطاعي نجران وجازان، بحسب عسيري، الذي لم يستبعد تجدد الاشتباكات على الحدود، لكنه أكد أنها ستقابل بالرد الكافي والشافي. ومن الأهداف التي ضربتها مقاتلات التحالف في منطقة صعدة، خلال الساعات الماضية من العملية التي اصطلح على تسميتها "ثأر نجران"، مبان تابعة لقيادة الحوثيين، ومستودعات ذخيرة، ومستودعات لتخزين الوقود، ومحطة اتصالات قال عسيري إن الحوثيين استغلوها لتسهيل عملية التواصل، إن كان داخل اليمن أو خارجها، مؤكدا أن مقار القيادات ال17 المسؤولة عن اعتداءات نجران وجازان، هي عبارة عن مكاتب سياسية وإعلامية ومراكز قيادة. ومن الأهداف التي طالتها غارات القوات السعودية وقوات التحالف، معسكر تدريبي أقيم بالقرب من الحدود السعودية، واستخدم كذلك لتخزين الأسلحة والوقود والذخيرة التي استخدمت في مهاجمة المدن الجنوبية للبلاد. وشدد المتحدث باسم قوات التحالف على أن العمليات الخاصة بمعاقبة المعتدين على المدن السعودية، ستأخذ صفة الاستمرارية، مؤكدا أن القادة الذين دبروا تلك الأعمال لن يجدوا مكانا آمنا للاختباء من الضربات الجوية، مشددا على أن العمل جار لتحديث تلك الأهداف بصفة مستمرة. وعلى الرغم من مرور 24 ساعة من إعلان السعودية على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير عن هدنة إنسانية مشروطة تبدأ مساء الثلاثاء، إلا أن تلك الهدنة لم تجد أي استجابة من الحوثيين، بحسب ما ذكره العميد ركن عسيري في رده على سؤال وجهته "الوطن" إليه أمس. وعن محددات إنهاء الهدنة الإنسانية، علق المتحدث باسم قوات التحالف بالقول "سبق مبادرة الهدنة التي تقدمت بها المملكة نحو أربع مبادرات، وكلها لم تجد من الحوثيين سوى التصعيد ومهاجمة المدن السعودية، نحن نحتكم إلى الأفعال، متى ما تحلوا بالمسؤولية والتزموا بالهدنة فمن باب أولى أن قوات التحالف ستلتزم، أما في حال الانتهاكات ومحاولة كسب الوقت والمماطلة لتغيير الواقع على الأرض فبالنسبة لنا ستعتبر الهدنة لاغية". وفي رد العميد ركن عسيري على سؤال آخر ل"الوطن" حول ما إذا كان هناك نية لفتح مطار آخر خلافا لمطار بيشة لاستيعاب التزايد المحتمل في طائرات الإغاثة حال بدأ سريان الهدنة، استبعد أن يكون هناك أي صعوبة بالنسبة لمطار بيشة لاستيعاب الطائرات، واستدرك بالقول "وإن حدث فمطارات المملكة كثيرة ومطارات قوات التحالف أكثر"، مؤكدا أن المهم في كل ذلك أن تبادر المنظمات الإنسانية والإغاثية بالتواجد على الأرض ورفع المعاناة عن المواطن اليمني. وجدد المتحدث باسم قوات التحالف بأن ما يجري في قطاع صعدة لا يعني أن التركيز عليها فقط. وقال "أمن المواطن اليمني يتساوى مع أمن المواطن السعودي وكلاهما عينان في رأس واحدة". وبالتوازي مع عملية معاقبة صعدة، نفذت قوات التحالف عملياتها خلال الساعات الماضية ضد مواقع تجمعات حوثية في مدينة عدن، شملت نقاط إمداد وتموين، كما نفذت عمليات دعم للقبائل والمقاومة في محافظة مأرب، لمساعدتها في تعطيل حركة الميليشيات الإرهابية وأعوانها، مفيدا بأن الوضع داخل عدن لم يتغير، غير أنه توقع أن يكون هناك تحسن إيجابي قريبا. وفرضت حركة الهجرة من اليمن إلى جيبوتي عن طريق البحر، والقوارب التي تكثر حركتها في المياه الإقليمية اليمنية، جهودا متواصلة من القطع البحرية التابعة للتحالف، التي تعمل على تدقيق تلك التحركات، لعدم تمكين الحوثيين من الفرار، أو تلقيهم أية إمدادات عن طريق البحر. ونفى العميد ركن عسيري المعلومات التي تتحدث عن امتلاك الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لأسلحة نووية مخزنة في جبل نقم بمدينة صنعاء. وقال "لا أعتقد أن هذا الموضوع من السهولة أن يكون غائبا عن قيادة التحالف وإلا لكانت المعلومات الاستخباراتية قد كشفته".