وصف أستاذ النقد الحديث في جامعة الملك خالد الدكتور عبدالحميد الحسامي، الشاعر عبدالله البردوني ب"ذاكرة وطن، وترجمان عصر، وضمير أمة" وذلك في المحاضرة التي احتضنها مجلس ألمع الثقافي تحت عنوان "اليمن في شعر البردوني"، وذلك تزامنا مع حملة "إعادة الأمل". وبين الحسامي أن البردوني شاعر يحترف العشق ويعزف أغانيه من أرض بلقيس وينتزع قصيدته من هواجس البسطاء، في حلقه رهبة البوح وكأنه شبابة في شفاه الريح تنتحب، وإنه الرائي بين العميان. وجاءت الندوة في توقيت مهم وظرف سياسي حرج يمر به اليمن. وبدأت المحاضرة بقصيدة للبردوني وتقاسيم موسيقية من الفنان زائد حاشد. وقال الحسامي "رجال ألمع توأم زبيد وأخت صنعاء، وهنا ما زلت أسمع خطوات الذاهبين الآيبين، وهم يرتحلون بحثا عن المعرفة وأشواق الروح، كل جحر هنا قصة عشق، وحكاية طموح، وطموح الحكاية، وقراءتنا لشعر البردوني تنطلق من مدونة إبداعية تتضمن رؤية لليمن". وأشار إلى أن الشعر ليس وثيقة تاريخية بقدر ما هو منجز تخييلي من لدن ذات في لحظة إبداعية، والشعر ليس منجزا عقليا محضا يتسم بالصدق أو الكذب بل رؤية فنان، والشاعر لا يجسد بباصرته الإبداعية الواقع كما هو، ولا الواقع كما يتوقع، وقال "عندما ننظر إلى اليمن في سيرة البردوني الإبداعية من خلال دواوينه "من أرض بلقيس" "رجعة الحكيم بن زايد" حيث يجعلنا في الديوان الأول أمام نص رومانسي، فيقول "من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر/من جوها هذه الأنسام والسحر"، ومثل هذا النص يكشف عن علاقة الشاعر والشعر باليمن / الهوية، أما في "رجعة الحكيم بن زايد" فإن الشاعر يقدم لنا اليمن عبر الرمز الحكيم بن زايد من خلاله وبه يكشف تحولات الواقع من خلال باصرة الحكيم بن زايد الذي يغدو قناعا فنيا للشاعر البردوني، حيث يشير إلى أن اليمن أصيب بجملة من التشوهات لا يتلمسها الشاعر بنفسه ولكن من خلال قناعه الشعبي الحكيم بن زايد. وبين الحسامي بعض الرؤى مثل اليمن الكائن والممكن، وآليات حضور اليمن في شعر البردوني، والمفردة المكانية – الخصوصية المحلية -، وعوامل الخصوصية المحلية، والتجريب، والترميز، وأيضا مستويات حضور اليمن في شعره. وشهدت المحاضرة في ختامها تقديم الخطاط سعيد الغامدي لوحتين هديتين للمحاضر ومدير الحوار.