لليوم الثاني، تستمر منهجية الغدر والخيانة التي تتبعها عصابة التمرد الحوثي، مستغلة توقف أعمال الطيران لقوات التحالف، لتطلق عددا من قذائف الهاون على مواقع متفرقة في نجران، شملت مبنى سجون المنطقة، وعددا من المنازل، ومدرسة ابتدائية للبنين، كانت حصيلتها استشهاد رجل أمن، وأربعة مدنيين، وإصابة 11 مدنيا، إضافة إلى خسائر محدودة في الممتلكات. "الوطن" انتقلت إلى موقع الحدث، ورصدت تضافر الجهات الأمنية كافة بوتيرة سريعة للحد من أضراره. استهداف السجون في تمام الواحدة ظهرا استهدفت ميليشيات التمرد مقر سجون المنطقة وسط المدينة، ونتج عن ذلك تعرض إحدى الدوريات الأمنية المرابطة أمام مدخله للإصابة بأحد قذائف الهاون، ما أسفر عن استشهاد رجل أمن، وإصابة اثنين آخرين من حراس السجن، ومصرع عامل بنغالي الجنسية، كان مارا في الطريق وقت الحادث. وعلى الفور بادرت إدارة سجون المنطقة بإحكام الرقابة على السجن من الداخل، والحفاظ على سلامة النزلاء، فيما باشرت آليات الدفاع المدني إخماد النيران التي اشتعلت في الدورية الأمنية خلال خمس دقائق، من خلال وحدات الإطفاء والإسناد، فيما تولت فرق إسعاف الهلال الأحمر نقل المصابين إلى مستشفى الملك خالد. كان عشاق إسالة الدماء يخططون لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين، دون مراعاة لأي قيم إنسانية، عندما سقطت قذيفة على محل بنشر يعمل فيه أحد اليمنيين، الذي توفي على الفور جراء هذه الضربة العشوائية، كما لقي مسن سعودي الجنسية وابنه حتفهما، ولم يكن لهما ذنب إلا أنهما كانا يسيران بسيارتهما آمنان ينتظران دورهما في المرور أمام إشارة مدخل قيادة قوة نجران، لينتقلا سوية إلى جوار ربهما، حيث تم إخماد النيران الصادرة من السيارة جراء الضربة. كما تعرض مبنى للضيافة الخاصة بقوة نجران للقصف، دون أن ينجم عنه أي خسائر في الأرواح. فيما ذهبت فرق الدفاع المدني بحي القابل لمباشرة أحد الحوادث، حيث سقط مقذوف ناري لم يسفر عن أي أضرار بشرية. إيواء المتضررين تفاعل أهالي نجران بشكل كبير، ما يؤكد قيمة الولاء للوطن، وفتحوا أبواب منازلهم للأسر التي تضررت من الضربات الغاشمة، وعبروا في أكثر من وسيلة إعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي عن استعدادهم الكبير للذود عن حدود الوطن الغالي، حيث أطلق أمس هاشتاق "كلنا نجران"، الذي شهد تفاعلا كبيرا من الأهالي، ومناطق المملكة كافة محبة لنجران وسكانها. وأكد المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة المقدم علي بن عمير آل جرمان، أن الدفاع المدني تولى عملية إيواء 205 أشخاص من سكان المنازل التي تأثرت من القصف، وأشار في تصريح إلى "الوطن" إلى أن عدد الإصابات التي حدثت في اعتداءات أول من أمس بلغ 43 إصابة، منهم خمس نساء، والغالبية حالتهم مستقرة وخرجوا من المستشفيات، كما بلغ عدد الوفيات يوم الثلاثاء ثلاثا، إحداها لسعودي، والأخرى ليمني، والثالثة لهندي الجنسية. وأشار آل جرمان إلى أن الخسائر المادية تشمل تدمير 49 سيارة، إضافة إلى محتويات المنازل التي سقطت عليها المقذوفات، فضلا عن 6 مبان حكومية، مضيفا أن إدارة الدفاع المدني خصصت 50 شقة للظروف الطارئة عند الحاجة لها وقت الإيواء، وأن الضربات استهدفت أحياء المخيم والضيافة وريمان وحي الفواز والقابل. استنفار الأجهزة الصحية بدوره، وجه المدير العام للشؤون الصحية بالمنطقة، صالح المؤنس، مستشفيات المنطقة لتجنيد كل طاقاتها، وتقديم الخدمات العلاجية اللازمة للمرضى المصابين من جراء الأحداث، وتجهيز الكوادر الطبية والإمكانات التقنية وأقسام الطوارئ، والتنويم، حيث أعلن مصدر طبي مسؤول خروج أغلب الحالات التي تأثرت من القصف، وأن البقية الموجودة في مستشفى الملك خالد حالتها مستقرة. كانت الابتسامة على محيا المواطنين كافة الذين التقت بهم "الوطن" بعد الاعتداءات الغاشمة، وقال صالح آل دغيش متحدثا من داخل منزله عن الأضرار "أنا وأبنائي ومنزلي، كلنا فداء للمملكة، وقد استهدف منزلي بقذيفة أصابت غرفة ملحقة في المبنى الذي أسكنه أنا وأخي، وكانت الغرفة مخصصة للعاملة المنزلية، لكنها لم تصب بأذى". كما أكد محمد بن زنيفر أنه كان وقت القصف في منزله هو وزوجته وأولاده الثلاثة، لكن لم يصب أحد منهم بأذى، وأضاف "نحن وكل ما نملك فداء للوطن، والمهم أن ينتصر الوطن على هؤلاء الشرذمة.